انتخابات تركيا بمقياس الغرب.. هزيمة أردوغان قد لا تكون مفيدة
بينما يترقب الغرب نتائج الانتخابات التركية حذرت تحليلات من أن هزيمة الرئيس رجب طيب أردوغان قد لا تقرب تركيا من الغرب بشكل أكبر.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم زعيم المعارضة كمال كليجدار (74 عاما) أوغلو بفارق ضئيل عن أردوغان (69 عاما) الذي وصل للسلطة في 2003، وفقا لصحيفة ديلي إكسبريس البريطانية.
لكن الدكتور ضياء ميرال، الزميل المساعد بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، يرى أن فوز كليجدار أوغلو بالانتخابات الرئاسية وإن كان يبشر بتغييرات محلية كبيرة، مثل تحسين حقوق الإنسان والإصلاح الاقتصادي والسياسي، لكنه لن يجعل تركيا أكثر "ميلا للغرب".
ويعتقد العديد من المراقبين أن كليجدار أوغلو لا يتمتع بالحنكة السياسية الواسعة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فرغم الاعتقاد بالتزامه بالتأييد المطلق لحلف شمال الأطلسي يضم ائتلافه العديد من أحزاب اليسار ويمين الوسط التي تعارض الغرب بشكل قاطع.
ومع انهيار الآمال بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الآن، يتوقع ميرال أن تشكل الهجرة مصدرا آخر للتوتر بين تركيا والغرب، حيث وعد كليجدار أوغلو بإنهاء سياسة تركيا في استضافة اللاجئين السوريين ما لم يدفع الاتحاد الأوروبي ثمن المنازل والبنية التحتية.
وقال ميرال: "كما أن بعض العواصم الأوروبية قد تواجه صعوبة في العمل مع كليجدار أوغلو لأنه قد يسمح للسوريين باتخاذ قنوات غير نظامية للوصول إلى أوروبا ما لم تلب الدول الأوروبية شروطه، وهو وعد ينبغي عليه الوفاء به".
وأضاف أنه: "كان أردوغان صعب المراس، لكن الحكومات الغربية كانت تعرف كيفية عقد صفقات دبلوماسية معه. لكن الأمور ستكون أكثر فوضوية إذا فاز كليجدار أوغلو، الذي لن يكون قائدا محنكا للسياسة الخارجية لبلاده".
في السياق ذاته، أثار كليجدار أوغلو، قلق الكرملين، بعد اتهامه روسيا الأسبوع الماضي بـ"التدخل في انتخابات البلاد عبر نشر المؤامرات والتزييف العميق والأشرطة التي تم الكشف عنها"، في إشارة إلى الفضيحة الجنسية المزعومة التي دفعت المرشّح محرم إنجه للانسحاب من السباق الرئاسي.
وعلى الرغم من تعهد كليجدار أوغلو بالحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا إذا فاز بالرئاسة، إلا أنّه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيُحافظ على التوازن الدقيق الذي يقوم به أردوغان في الأزمة الأوكرانية.
وفي الوقت الذي يدافع فيه قادة أوروبا بصمت عن هزيمة أردوغان، لكنهم يخشون من احتمال حدوث اضطرابات بعد الانتخابات، خاصة إذا خسر أردوغان بفارق ضئيل أو ذهبت الانتخابات إلى جولة إعادة ثانية.
وبدأ الناخبون الأتراك صباح الأحد في التوجه لصناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها البلاد.
ويحق لنحو 60 مليون ناخب التصويت في 191 ألف صندوق اقتراع في عموم البلاد لانتخاب رئيس جديد لتركيا لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان بدورته الثامنة والعشرين والبالغ عددهم 600 عضو.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية، الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان مع كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري ومرشح المعارضة الرئيسي، وسنان أوغان رئيس "تحالف الأجداد"، بعد انسحاب محرم إنجه مؤسس حزب "البلد".
وفي حال لم يحصد أي مرشح أكثر من نصف أصوات الناخبين في الجولة الأولى، سيتم إجراء جولة إعادة بين أعلى مرشحين حصدا للأصوات، يوم 28 مايو/أيار الجاري.