"الذئاب الرمادية" بمرمى سهام الحظر في ألمانيا
يبدو أن أيام "الذئاب الرمادية" باتت معدودة في ألمانيا، إذ تدرس الحكومة حظر التنظيم المتطرف وقطع إحدى أهم أذرع أنقرة.
و"الذئاب الرمادية" هو أكبر تنظيم يميني متطرف في ألمانيا، ويتهم على نطاق واسع بممارسة العنف ضد الأقليات وتنفيذ أجندة أردوغان بشكل عنيف.
التنظيم المعروف أيضا باسم "المثاليين"، يخضع منذ سنوات لرقابة هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ألمانيا، وتدرس الحكومة في الوقت الحالي حظره بالكامل في البلاد، وفق مجموعة "دويتشه فونكه" الإعلامية الألمانية.
وذكرت هيئة حماية الدستور في تقريرها السنوي أن "أيديولوجية الذئاب الرمادية تتعارض مع مبادئ التفاهم الدولي والديمقراطية".
وتابع التقرير "تملك الذئاب الرمادية منظمتين عاملتين في ألمانيا، يبلغ مجموع أعضائهما ١٥ ألف شخص".
وفي الوقت الحالي، يدرس غونتر كرينغس النائب البرلماني عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم ومفوض البرلمان في وزارة الداخلية، حظر الذئاب الرمادية في ألمانيا، وفق الشبكة الألمانية. ومن المقرر أن يرفع غونتر نتائج الدراسة إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر المخول باتخاذ القرار النهائي.
فيما يقول الخبير في الحركات المتطرفة كمال بوزاي للشبكة الألمانية: "لطالما قللت السلطات الألمانية من الخطر الذي تشكله الذئاب الرمادية"، مضيفا "وكثيرا ما نظرت هيئة حماية الدستور والسلطات الأخرى إلى عمل الحركة على أنه نشاط فولكلوري".
ويتابع: "لكن تغيرت الأمور في الوقت الحالي، وهناك قلق كبير من أن ما تفعله هذه المنظمة يؤدي إلى انقسام في المجتمع الألماني".
فيما تقول النائبة عن حزب اليسار سفيم داجدالين في تصريحات صحفية اليوم إنه "إذا كان بإمكان ألمانيا محاربة التطرف اليميني من خلال حظر الجمعيات الفردية المنسوبة إلى التطرف اليميني الألماني "النازية"، فبإمكانها أيضًا حظر الجمعيات التي تنتمي إلى الذئاب الرمادية".
بدوره، قال سكرتير الدولة في وزارة الداخلية الألمانية، غونتر كرينغز في تصريحات صحفية، إن القرار النهائي في ملف حظر الذئاب الرمادية يعود إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر.
وأضاف "الحظر يجب أن يكون صارما ومحكما حتى لا يفتح مجال للطعن عليه في المحاكم".
وقبل أشهر، طالب البرلمان الألماني، الحكومة بدراسة حظر الذئاب الرمادية.
وصوت البرلمان بأغلبية كبيرة على القرار الذي اقترحه الاتحاد المسيحي الحاكم "يمين وسط"، والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، وحزب الخضر "يسار"، والحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط".
كما يدعو القرار الحكومة إلى مراقبة أنشطة "الذئاب الرمادية في ألمانيا عن كثب، والتصدي لها بحزم في إطار الوسائل الدستورية".
ومنذ ذلك الوقت، تتزايد الضغوط على الحكومة الألمانية لاتخاذ هذه الخطوة، خاصة بعد أن سارعت فرنسا بحظر التنظيم التركي بشكل كامل.
ووصل الأمر إلى حد وصف وصف ألكسندر غولاند زعيم المجموعة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا "شعبوي"، الذئاب الرمادية بأنها "قوات (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان المتطرفة"، مناديا بضرورة مواجهتها بكل قوة.
ومؤخرا، قال كريستوف دي فريس، البرلماني البارز عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم، لمجلة "دير شبيغل" ذائعة الصيت: "يجب أن نأخذ رد الفعل الصحيح الذي قامت به فرنسا، كفرصة لاتخاذ إجراءات مماثلة لحظر الذئاب الرمادية؛ أكبر حركة يمينية متطرفة في ألمانيا".
وتابع "تحريض الذئاب الرمادية ضد الأكراد والأرمن يمثل تهديدًا كبيرًا لنظامنا الأساسي الحر والديمقراطي".
فيما قال كريستوف بلوس، قائد الحزب الديمقراطي المسيحي في ولاية هامبورغ "وسط"، في تصريحات صحفية: "لقد طال انتظار حظر الذئاب الرمادية في ألمانيا".
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز