حملة مناهضة لـ"تقرير بيئي" رسمي عن آثار قناة أردوغان بإسطنبول
جاء تدشين الحملة تحت وسم "نحن لا نوافق على تقرير الأثر البيئي"، الذي انتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة
دشن نشطاء أتراك حملة إلكترونية للتعبير عن رفضهم تقريرا بشأن آثار مشروع قناة مائية في إسطنبول تسعى حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان لإقامته ويخشى من تأثيره على البيئة.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، جاء تدشين الحملة تحت وسم "نحن لا نوافق على تقرير الأثر البيئي"، والذي انتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
ونشر الوسم المذكور آلاف المواطنين والمئات من منظمات المجتمع المدني المعنية بالبيئة، للتعبير عن رفضهم الشديد لمشروع القناة، الذي يصر نظام أردوغان على تنفيذه رغم مخاطره البيئية الشديدة.
إحدى هذه المنظمات قالت على حسابها الرسمي بموقع "تويتر" إن "قبول تقرير الأثر البيئي لمشروع قناة إسطنبول انتهاك للإرادة الشعبية، والعلم والقانون".
منظمة أخرى قالت في إشارة لنظام أردوغان "على مدار سنوات وأنتم تقتلون إسطنبول، وهأنتم ثانية تريدون قتلها من خلال مشروع القناة، لكننا لن نسمح لكم بذلك".
تجدر الإشارة إلى أن التقرير انتهى إلى زعمه بأن المشروع لا يشكل أية مخاطر بيئية أو جيولوجية على إسطنبول، ما يعني تأييد وجهة نظر النظام الحاكم، على الرغم من أن هناك تقارير أخرى تقول عكس ذلك.
كوارث بيئية
وأصدر اتحاد الغرف التركية للمهندسين، في مايو/أيار 2018، تقريرا أكد فيه رفضه حفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول، يعود تاريخه إلى 8500 سنة، وسوف يتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة كوتشوك شكجمة، وسوف يهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.
ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، وأنه يجب صرف النظر عنه، خصوصا أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.
ونبه الاتحاد إلى أن القناة ستدمر حوضين يزودان قرابة ثلث إسطنبول بالمياه العذبة، وستزيد ملوحة المياه الجوفية، مما سيؤثر على الأراضى الزراعية، وصولاً إلى منطقة تراقيا المجاورة، فضلا عن أن مشروع القناة سيزيد أيضاً مستويات الأكسجين في البحر الأسود، وسيؤثر بالسلب على الحياة البرية.
خبراء البيئة أكدوا أن بناء 3 مجموعات من الجزر الصناعية قبالة الساحل في بحر مرمرة، باستخدام الأتربة التي سيتم استخراجها من عمليات الحفر، ستسبب تلوثا بيئيا كبيرا.
كان أردوغان أعلن في 2011، رسميا، عندما كان رئيسا للوزراء حينها، عن مشروع القناة لربط البحر الأسود ببحر مرمرة.
ورغم هذه المعارضة الشديدة إلا أنه يصر في كل مناسبة على عزمه تنفيذه، وكان آخرها تصريحات أدلى بها قبل أيام، حينما قال في تحد للمجتمع بأكمله "مشروع إسطنبول سينفذ شئتم أم أبيتم".
وتتراوح تكلفة المشروع بين 15 و20 مليار دولار أمريكي، وفقا لما ذكرته بيانات وزارة النقل والبنية التحتية التركية، ومن المخطط أن ينتهي من أعمال حفر المشروع بحلول عام 2023.
وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر "الأسود" في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.