أردوغان معول هدمٍ داخل "الناتو".. وبايدن مدعوّ للضغط
ينتظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة حلف الأطلسي منتصف الشهر الجاري، تأنيب جديد من قادة الناتو لتغريده خارج سرب الأعضاء.
فقد سلط مقال للمعهد الأمريكي للدفاع عن الديمقراطية الضوء، على أفعال الرئيس التركي لتقويض حلف الناتو من الداخل.
ووصف المعهد في مقال له، بقلم مدير برنامج تركيا في المعهد، الرئيس رجب طيب أردوغان، بأنه يلعب دور "المخرب" في الحلف العسكري.
وساق الكاتب تحرك الرئيس التركي لحماية حليف روسيا البيلاروسي مؤخرا، مثالا على "أحدث حالة تواطؤ لتقويض الناتو".
ودعا تقرير المعهد الأمريكي إدارة الرئيس جو بايدن إلى الضغط على أردوغان في لقائه معه على هامش قمة قادة الناتو في 14 يونيو/ حزيران في بروكسل، واغتنام الفرصة لتذكيره بالمبادئ والقيم الأساسية للتحالف عبر الأطلسي.
علاقة خارج السياق
واستخدمت تركيا حق "النقض" داخل الناتو ضد إدانة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، عقب إجبار طائرة ركاب على تغيير مسارها للقبض على رومان بروتاسيفيتش، الصحفي المعارض على متنها.وفي وقت سابق ذكرت وكالة "رويترز" أن تركيا منعت الخطوات العقابية التي نادت بها دول البلطيق وبولندا.
كما حالت أنقرة دون فرض عقوبات غربية إضافية على بيلاروسيا وإطلاق سراح السجناء السياسيين هناك.
ويأخذ أعضاء حلف شمال الأطلسي على أردوغان علاقته الوطيدة بالرئيس البيلاروسي، على حساب الاتحاد الأوروبي، وطالما انتقدت أنقرة على سلوكها في هذا الاتجاه.
ففي أغسطس/آب 2020، وصف المجلس الأوروبي الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في بيلاروسيا بأنها "ليست حرة ولا نزيهة" ورفض الاعتراف بالنتائج، فيما كان أردوغان من "أوائل قادة العالم الذين هنأوا لوكاشينكو، لينضم إلى القادة الاستبداديين الآخرين، الذين هنأوه"، يقول مقال المعهد الأمريكي.
وقبل ثلاث سنوات، عندما انتقد العالم استيلاء أردوغان على السلطة عبر الاستفتاء، كان لوكاشينكو من أوائل الذين هنأوا نظيره التركي، زاعما أن الاستفتاء "سيعزز سيادة تركيا واستقلالها".
كما سلط الرئيس البيلاروسي الضوء على إمكانات "التعاون الثنائي الاستراتيجي".
عقوبات داخل الحلف
وباتت تركيا أول عضو في الناتو تفرض الولايات المتحدة عقوبات عليه بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا.
وضمن الأعمال التركية التي تذهب في اتجاه انفراط عقد الناتو، العمليات العسكرية التركية في سوريا؛ وذلك على حساب عضو الناتو الأبرز الولايات المتحدة.
وكانت تركيا في السابق حائط صد للغرب على الجانب الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي، لكن آثرت، تحت قيادة أردوغان الابتعاد عن الحلف ومحاولة تقويضه.
ويظهر اندفاع أردوغان الأخير لإنقاذ لوكاشينكو إلى أي مدى سيذهب الرئيس التركي للتعبير عن تضامنه مع مناهضي الناتو.