مرتزقة تركيا في ليبيا.. "ألغام" عالقة بين الوعود
شحنتهم تركيا إلى ليبيا لتأجيج الصراع فيها، ثم وعدتهم بعودة لم تحصل لمعظمهم حتى اليوم، ليستمر وجود يشكل ألغاما ببلد ينشد السلام.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد توقف حركة إعادة أنقرة لمرتزقتها من ليبيا منذ شهرين.
وأوضح المرصد، في بيان نشره الخميس، أن المرتزقة يتحايلون للعودة بشكل فردي، لافتا إلى أن عدد الموجودين حاليا في ليبيا يقدر بنحو 6600 عنصر.
وكشفت مصادر المرصد عن إرسال الحكومة التركية دفعةً مؤلفةً من 380 مرتزقًا إلى ليبيا، في 8 مارس/ آذار الماضي، إضافة إلى تجهيز دفعةٍ من المقاتلين لإرسالها إلى تركيا من منطقة عفرين (شمالي سوريا)، بمرتبات شهرية تعادل نحو 500 دولار أمريكي.
وأشارت إلى أن بعض المرتزقة يتحايلون للعودة الفردية عن طريق إبراز تقارير طبية مزورة تمكنهم من العودة إلى سوريا، في ظل استيائهم الكبير من قضية العودة والحصول على مستحقاتهم المادية مقابل خدمة الارتزاق لصالح الحكومة التركية.
تهديد أوروبا
وأشار المرصد إلى أن ثمة نوايا تركية لإبقاء مجموعاتٍ من الفصائل السورية الموالية لها في ليبيا؛ لحماية القواعد التركية مثل قاعدة الوطية غربي البلد الأول.
وأضافت أن الكثير من المرتزقة لا يرغبون في العودة إلى سوريا، بل ينوون الذهاب إلى أوروبا عبر الهجرة غير النظامية لإيطاليا من ليبيا.
وتسيطر تركيا على عدد من القواعد العسكرية والجوية والبحرية في الغرب الليبي أبرزها قاعدة الوطية، كما جندت أكثر من 18 ألف مرتزق سوري، أعيد بعضهم بعد انتهاء عقودهم، إضافة إلى 10 آلاف إرهابي من جنسيات أخرى بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية، قتل منهم 496، حسب بيانات سابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
تعنت أنقرة
ويستمر وجود مرتزقة أنقرة في ليبيا، وإرسال طائرات الشحن العسكرية كان آخرها أمس الأربعاء، رغم التصريحات الأممية والليبية الرافضة لوجود قوات ومرتزقة أجانب داخل البلاد، ورغم القرارات الأممية بحظر التسليح المفروضة على ليبيا منذ 2011 واتفاق وقف إطلاق النار الموقع بجنيف في 23 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وخلال مؤتمر مشترك مع نظيرها التركي مولوتشاووش أوغلو، طالبت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بإخراج كافة المرتزقة من الأراضي الليبية، ما لاقى معارضة من نظيرها التركي، قبل أن تتعرض لاحقا إلى حملة شرسة من تنظيم الإخوان الإرهابي، بلغت حد مهاجمة مقر المجلس الرئاسي للمطالبة بإقالة المنقوش.
ويقضي الاتفاق الذي وقعته لجنة 5+5 العسكرية الليبية في 23 أكتوبر الماضي بجنيف، بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وتعليق برامج واتفاقات التدريب مع الدول في أجل أقصاه 90 يوما من الاتفاق.
وفي وقت سابق، أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش وجود إجماع ليبي على ضرورة إخراج المرتزقة من البلاد.
وأكد كوبيش أن ليبيا لا تزال تعج بالوجود الخارجي غير المرغوب فيه، ولكن الجميع متفقون على ضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن.
وتتفق تصريحات كوبيش مع ما شددت عليه المنقوش، خلال مؤتمر صحفي مع نظرائها في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، الخميس الماضي، من أن حكومتها ستعمل على إخراج المرتزقة الأجانب من البلاد، مؤكدة أن بقاؤهم غير مقبول.