انضمام فنلندا والسويد.. تركيا تربط أبواب الناتو بمفتاح الوعود
التوقيع على الورق لا يعني أن انضمام السويد وفنلندا لـ"الناتو" قد انتهى، فتركيا أشهرت سيفها لقطع حبال الطريق إلى أبواب الحلف، ما لم تتحقق الوعود.
والثلاثاء الماضي، توصلت تركيا إلى اتفاق مع دولتي الشمال الأوروبي بشأن عضوية كل منهما في حلف شمال الأطلسي، مقابل التزام هذين البلدين بمحاربة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا".
اتفاق جاء بعد معارضة تركيا العضو في "الناتو" منذ عام 1952، انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، حيث كانت تتهمها بإيواء مسلحين من حزب العمال الكردستاني، واستضافة أنصار للداعية التركي فتح الله غولن الذي تقول أنقرة إنه العقل الذي يقف وراء المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد صيف 2016.
وبعد مشاركته في قمة الناتو التي استضافتها برلين، هذا الأسبوع، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين، إن طلبات السويد وفنلندا لعضوية الناتو هي بطبيعة الحال إحدى القضايا البارزة في سياق القمة.
وأضاف في هذا الصدد "في هذه المرحلة، تمسكنا بالموقف المبدئي الذي طرحناه منذ البداية في مدريد. وأعربنا لهم عن ضرورة أن يلتزم هذان البلدان بالتزامات ملزمة وأن يأخذا خطوات ملموسة وواضحة تجاه مطالبنا المشروعة لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب".
ولفت إلى أن تركيا "سجلت كل هذه القضايا بالمذكرة التي تم التوقيع عليها بعد ذلك"، مستطردا "إلى جانب إنجازات بلادنا بهذه المذكرة، تم عقد جلسة حول الإرهاب بطلب منا. وقد تم تضمينه في وثيقة التوجيه العليا للحلف، بأنه أحد التهديدين".
وأشار الرئيس التركي إلى أن قضايا الإرهاب والتضامن في المذكرة الثلاثية التي تم توقيعها مع فنلندا والسويد ستكون "دليلا لجميع الحلفاء".
وتابع في الجزئية الأخيرة "من الآن فصاعدا، سيكون من الأصعب بكثير على أعضاء حزب العمال الكردستاني ومنظمة غولن القيام بدعاية إرهابية، ومهاجمة بلدنا ومواطنينا، وتهديد الناس".
التطبيق قبل التفعيل
لكن الأهم مما سبق بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو "التطبيق"، قائلا: "بالطبع. الوعود مهمة، لكن الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو الممارسات، وكدولة، نتصرف بحذر، وسنراقب عن كثب ما إذا كانت الوعود التي قطعت لبلدنا قد تم الوفاء بها في الفترة المقبلة".
علاوة على ذلك، يحتاج أردوغان "إلى معرفة أن التوقيع مع السويد وفنلندا لا يعني نهاية هذا العمل".
ومذكرا بالتاريخ، استحضر أردوغان عملية انضمام مقدونيا التي قال إنها سنوات عديدة "هذه ليست أشياء تحدث على الفور. ماذا سيفعلون؟، وما هو نوع المسار الذي سيتبعونه؟ بعد حدوث هذه الأشياء، سنتابع الأمر".
وأكمل محذرا "لا يدخل هذا العمل (الاتفاق) حيز التنفيذ دون موافقة برلماننا. لا داعي للقلق بشأنه. المرحلة الثانية في حضنهم (في إشارة للسويد وفنلندا)".
وختم "في الوقت الحالي، لم تصبح السويد وفنلندا عضوين في الناتو. يجب معرفة ذلك مرة واحدة، لكن الجهلاء يعتقدون أن هذين البلدين أصبحا الآن أعضاء في الحلف. لا، لا يوجد شيء من هذا القبيل. أولئك الذين يدركون هذا العمل يعرفون جيدا كيف تتم هذه العملية".