السويد لن تنضم للناتو قبل أكتوبر.. ضوء أردوغان الأخضر مرهون بالبرلمان
في طريقها إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تجاوزت السويد عقبة معارضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للخطوة، إلا أنه لا يزال يتعين عليها الانتظار إلى الخريف.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنهى يوم الإثنين، 14 شهراً من الانتظار والمفاوضات الشاقّة بمصافحة أعطى فيها الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في خطوة رأى فيها محلّلون انعطافة في سياسته الخارجية نحو الغرب.
إلا أن ضوء أردوغان الأخضر يحتاج إلى دفعة من البرلمان، الذي لن يُعقد قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بحسب الرئيس التركي الذي قال اليوم الأربعاء إنه سيحيل مشروع قانون للتصديق على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي إلى البرلمان عندما يعود للانعقاد في الخريف.
ضوء أخضر
وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي عقب قمة حلف شمال الأـطلسي في فيلنيوس، إن تركيا لن تكون قادرة على المصادقة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل على الأقل؛ لأن البرلمان لن ينعقد قبل ذلك.
وأوضح: "لدينا عطلة برلمانية مدتها شهران"، مضيفا أن "ثمة الكثير من المقترحات التشريعية (الأخرى) لمناقشتها" بمجرد عودة النواب في أكتوبر/تشرين الأول، مشيرًا إلى أن السويد ستقدم خارطة طريق لتركيا تتضمن الخطوات التي ستتخذها ضد الإرهاب قبل التصديق على طلبها.
وأضاف أردوغان، أن السويد ستدعم تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى السماح للأتراك بالسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة.
من جهة أخرى، قال الرئيس التركي إنه "متفائل أكثر من أي وقت مضى" لحصول بلاده على طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الولايات المتحدة بعد محادثات أجراها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء.
وكان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قال أمس الثلاثاء، غداة إعطاء أنقرة الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى الحلف العسكري، إن إدارة بايدن ستمضي قدما في نقل طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى تركيا بالتشاور مع الكونغرس.
ما أسباب قرار أردوغان بشأن السويد؟
يؤكد خبراء أن قرار أردوغان الذي لقي ترحيبا في واشنطن وباريس وبرلين، مدفوع خصوصا بتدهور الاقتصاد التركي؛ فقبل أن يسافر إلى ليتوانيا يوم الإثنين، وضع الرئيس التركي شرطا جديدا للموافقة على انضمام السويد إلى الحلف الأطلسي، ما أثار مخاوف من إطالة المفاوضات مع ستوكهولم لأشهر.
وقال أردوغان الذي كان يعطّل انضمام ستوكهولم إلى الناتو منذ مايو/أيار 2022: "أولاً، افتحوا الطريق أمام عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ثم نفتحه أمام السويد" التي اتهمها طوال أشهر بإيواء مسلّحين أكراد مطلوبين لأنقرة.
إلا أنه بعد أقلّ من عشر ساعات من تلك التصريحات، وإثر محادثات مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أنهى أردوغان التعطيل.
وعن ذلك، يقول الباحث في "المعهد الألماني للعلاقات الدولية والأمن" في برلين سليم شفيق: "نميل إلى الاعتقاد بأن مواقف أردوغان لا يمكن التنبؤ بها. لكن ذلك ليس صحيحا، فبمجرد أن تفهم أسلوبه في التعامل، يصبح متوقعا".
واعتبرت الباحثة في "مركز بروكينغز" أسلي آيدينتاسباس أن أنقرة تأمل أن تسهم موافقتها في "تعزيز علاقاتها مع أوروبا والغرب"، مضيفة: "لقد كانت سياسة التوازن الجديدة التي تبناها تميل كثيرا إلى روسيا".
مؤشرات على التحول
وفي مؤشّر إلى هذا التحوّل، أيّد الرئيس التركي الذي حافظ على علاقات جيّدة مع موسكو، ترشيح أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، أثناء استقباله الجمعة، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول.
كما سمح رجب طيب أردوغان بعودة خمسة من قادة كتيبة آزوف إلى أوكرانيا، بينما ينصّ اتفاق تبادل الأسرى بين موسكو وكييف على بقائهم في تركيا حتى نهاية الحرب، في خطوة انتقدتها روسيا على الفور.
ويرى بعض الخبراء أن هذه التطورات علامة على أن أردوغان يحتاج بشدّة إلى الغربيين، في وقت تعمل فيه تركيا على تخطّي أزمتها الاقتصادية العميقة.
وتقول الباحثة في مركز "تيباف" في أنقرة نيلجون أريسان إيرالب إن "تركيا بحاجة إلى استثمارات غربية، لكنني لا أعتقد أن الاستثمار سيأتي فقط بسبب تغيير في خطاب الرئيس. يريد المستثمرون أولا أن يروا اقتصادا قائما على قواعد".
وتشير الباحثة إلى أنّ "التغيير في الخطاب" قد يكون مؤقتا فقط، مضيفة أن مثل هذا التحول "سبق أن حدث، وبعده مباشرة، وقع العكس تماما".
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز