ضوء تركي مشروط لضم السويد.. جنة أوروبا مقابل حديقة الناتو
فتح طريق عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي يمهد الطريق أمام انضمام السويد إلى "الناتو"، شرط جديد حاول من خلاله الرئيس رجب طيب أردوغان، وضع مفاوضات انضمام بلاده للتكتل، على طريق التفعيل.
فورقة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، اعتبرت بمثابة فرصة ذهبية لتركيا، لتحريك الجمود الذي ضرب مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي بدأت رسميا في عام 2005، ومرت بمحطات لم تشهد اختراقات كبيرة، بسبب قضايا عدة.
أزمات على الطريق
فمن معارضة بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي انضمام تركيا بشكل رسمي مرورًا بعدم التوصل إلى حل للنزاع بشأن جزيرة قبرص، إلى قضايا الهجرة وغيرها، أزمات كانت بمثابة عوائق أمام الحلم التركي بدخول "الجنة الأوروبية".
ورغم امتلاك تركيا أوراق ضغط عدة على الاتحاد الأوروبي، فإنها لم تمكنها من تحقيق اختراقات في هدفها الانضمام إلى التكتل، بسبب بعض الأزمات التي اعترضت طريقها.
إلا أن تركيا التي تحتفل في عام 2023، بمرور 100 عام على تأسيسها كجمهورية من أنقاض الإمبراطورية العثمانية، تسعى لأن تكون احتفالاتها مضاعفة؛ بالتأسيس وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره.
حلم كان رجب طيب أردوغان وضع قبل 11 عامًا أجلا لتحقيقه، حينما كان رئيسًا للوزراء، قائلا، إن الاتحاد الأوروبي سيخسر تركيا إذا لم يمنحها العضوية بحلول عام 2023.
وما إن حل العام 2023 دون جديد، حتى بدأت تركيا إعادة استخدام الأوراق التي بحوزتها، للضغط على أوروبا، لإحياء مفاوضات ضم أنقرة للتكتل.
شرط جديد
فقبل مغادرته للمشاركة في قمة الحلف في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الإثنين، إنه على الاتحاد الأوروبي أن يفسح المجال أمام انضمام أنقرة إلى التكتل قبل أن يوافق البرلمان التركي على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأوضح الرئيس التركي، أن انضمام السويد يتوقف على تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه الصيف الماضي خلال قمة الحلف في مدريد، مضيفا أنه لا ينبغي التوقع بأن تقدم أنقرة تنازلات.
وتابع أردوغان أن إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا سيسهل انضمام كييف لحلف الأطلسي.
تصريحات جاءت بعد ساعات من مكالمة هاتفية جمعت بين الرئيس التركي ونظيره الأمريكي جو بايدن، أعرب فيها الأخير عن رغبته في الترحيب بالسويد عضوا في حلف شمال الأطلسي في أقرب وقت ممكن.
وقال البيت الأبيض في بيان صادر عنه، إن الرئيسين ناقشا أيضا مجموعة من القضايا التي سينظر فيها قادة حلف شمال الأطلسي في القمة التي تعقد هذا الأسبوع، بما في ذلك دعم أوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية الروسية المستمرة.
ما الذي يعيق انضمام السويد؟
تركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الحلف اللتان لم تصدقا بعد على عضوية السويد، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدولة الإسكندنافية، بما في ذلك تعديل دستورها واعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب.
وفرضت تركيا فيتو على انضمام ستوكهولم إلى الحلف الأطلسي منذ مايو/أيار 2022، فيما ينتقد أردوغان السلطات السويدية لتساهلها المزعوم مع المسلحين الأكراد الذين لجأوا إلى أراضيها ويدعو إلى تسليم العشرات منهم.
وفي محاولات لحلحة الموقف التركي، نظم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اجتماعًا اليوم الإثنين، بين الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في فيلنيوس؛ لإجراء مفاوضات أخيرة بشأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عشية القمة السنوية للناتو.
ويسعى ستولتنبرغ إلى أن تُظهر الدول الـ31 الأعضاء في الحلف جبهة موحدة ضد روسيا، قائلا في تصريحات سابقة إنه "من الممكن تماما" الحصول في ليتوانيا على "قرار إيجابي" من تركيا لناحية انضمام ستوكهولم.
مفاتيح الأزمة
ويرى محللون أن أحد مفاتيح الملف يكمن في واشنطن، حيث استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، مشيرين إلى أن الموافقة التركية مرتبطة بتسليم أنقرة مقاتلات إف-16 الأمريكية، وهذا ما تنفيه تركيا.
والجمعة، أعرب البيت الأبيض عن قناعته بأن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي سيتم في "مستقبل غير بعيد"، مشيراً إلى أنه "من الممكن" أن ترفع أنقرة وبودابست تحفظاتهما خلال قمة الحلف.
ويرى بعض المراقبين أن أردوغان الذي كان يعرقل الانضمام منذ 14 شهراً، لا يمكنه المخاطرة بتأجيج التوترات من جديد مع الغرب.