مقال "فساد أسرة الرئيس" يقود صحفيا تركيا إلى مقصلة أردوغان
محامي أردوغان رفع الدعوى ضد الصحفي فاتح بولاط، رئيس تحرير صحيفة "أفرنسال"، تحت بند تهمة"إهانة الرئيس".
يواجه صحفي تركي ملاحقة قضائية من رئيس بلاده رجب طيب أردوغان بعد نشره مقالا وجه فيه سؤالا للأخير حول الشراكة المشبوهة التي تربط عائلته برجل أعمال أذري في ناقلة نفط بمليون دولار.
وبحسب ما ذكرته العديد من الصحف والمواقع الإخبارية التركية، رفع محامي أردوغان الدعوى ضد الصحفي فاتح بولاط، رئيس تحرير صحيفة "أفرنسال"، والتهمة هي "إهانة الرئيس".
وكان بولاط قد نشر في 27 مايو/أيار 2017 مقالًا تحت عنوان "ماذا يقول أنصار أردوغان حول هذه الادعاءات المتعلقة بأسرته؟".
وتطرق الصحفي في مقاله إلى العلاقة المشبوهة التي تربط أسرة أردوغان برجل الأعمال الأذري، مبارز مانسيموف، وشراكتهم في ناقلة نفط بمليون دولار، مستندًا في معلوماته إلى تقرير للصحفي البريطاني، كريج شاو، نشره العام الماضي، وذكر فيه أن "وثائق بنما" تكشف عن تلك التفاصيل.
وعقب سرد تفاصيل ذلك التقرير طرح الصحفي التركي في نهاية مقالته سؤالًا لمعرفة رد فعل أنصار أردوغان ومؤيديه بشأن تلك الادعاءات المتعلقة بأسرته.
وفيما بعد، أصدرت محكمة تركية قرارا بإزالة مقال بولاط من الموقع الإلكتروني لصحيفته، بينما تقدم الصحفي بطعن لمنع ذلك، غير أن الطعن رُفض، وأُزيل المقال بالفعل.
وبناء على البلاغ الذي تقدم به محامي أردوغان رفعت دعوى قضائية ضد بولاط، وفقا للمادة الأولى من البند رقم 299 بقانون العقوبات التركي، التي تنص على الحبس لمن يهين الرئيس من سنة حتى 4 سنوات.
يذكر أنه بحسب تقرير لوزارة العدل في تركيا، رفعت 6 آلاف و33 قضية ضد أشخاص بتهمة إهانة أردوغان خلال عام 2017 فقط، ونفذت الأحكام في ألفين و99 منها.
ووفق آخر الإحصائيات الدولية فهناك 150 صحفيا وعاملا في مجال الصحافة لا يزالون يقبعون في السجون التركية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت عام 2016.
وفي مطلع العام الجاري، حصد أردوغان المركز الأول في فئة زعماء العالم الذين لا يتحملون الانتقاد، ومنحته لجنة حماية الصحفيين في مدينة نيويورك الأمريكية جائزتين في فئتين من بين 5 فئات لانتهاكات حرية الصحافة.
وأرجعت اللجنة الأمريكية أسباب منحه الجائزة إلى الاستهداف المستمر من السلطات التركية للصحفيين والقنوات والمواقع الإخبارية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في قضايا إهانة أردوغان.