إخفاق تركي ذريع.. كهوف العراق تُسقط وهْم أردوغان
حين أعلنت سلطات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتهاء عدوانها في شمال العراق، كانت تجر وراءها ذيول فضيحة أسقطت الوهم الذي لطالما تشدق به الرجل.
فضيحةٌ تشكلت فصولها في أحد الكهوف شمالي العراق، حيث أخفق الجيش التركي في تحرير 13 شخصا بينهم أفراد من الأمن، وقعوا أسرى لدى حزب العمال الكردستاني.
وفيما ادّعى الجانب التركي "الإعدام" بحق هؤلاء الأشخاص، نفى "العمال الكردستاني" هذه المزاعم، وأكدت مصادر في الحزب أنهم لقوا حتفهم بنيران صديقة أثناء العملية العسكرية.
لكن ما هو أكبر من ذلك، أن موقعا إلكترونيا تابعا لحزب "العمال الكردستاني" أكد أن بعض الأسرى بينهم أفراد بالمخابرات والشرطة والجيش في تركيا.
وهو ما كشف عنه مصدر أمني لوكالة "رويترز"، قائلا إن من بين القتلى أفراد من المخابرات التركية، دون الكشف عن أسمائهم.
رواية أقرّ بها حاكم إقليم ملاطية في جنوب شرق تركيا، متحدثا عن أسماء ستة عسكريين واثنين من رجال الشرطة، اختطفهم حزب العمال الكردستاني، قبل سنوات، كانوا من بين القتلى في الكهف.
قمع الحقيقة
وإمعانا في الإنكار الحكومي وقمع منابر الحقيقة، فتحت سلطات أردوغان تحقيقا ضد نائبي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، هدى كايا وعمر فاروق جرجرلي أوغلو، بسبب منشوراتهما على "تويتر" حول العملية العسكرية.
فالنائب جرجرلي أوغلو كتب يقول "تقدم لي أقارب الجنود الأسرى لدى حزب العمال الكردستاني منذ عامين ونصف، للحصول على المساعدة في عودتهم الآمنة".
مضيفا "لو كان هناك أي جو من السلام، ربما كان هؤلاء على قيد الحياة، لكن المسؤولين الحكوميين لم يفكروا قط في شيء من هذا القبيل”.
أما النائبة هدى كايا، فقالت إن "عائلات هؤلاء الجنود طرقت باب البرلمان عدة مرات. لكن جميعكم أغلقتم الباب في وجوههم ما عدا أنا وزملائي".
وتابعت "ظلت الحكومة صامتة لسنوات على هذه الصرخة، بل وحاولت أن تخفض أصواتهم. الذين أغلقوا أبوابهم في وجه هذه العائلات الآن يتاجرون بدماء أبنائهم”.
وفي العاشر من الشهر الجاري، أطلقت تركيا عدوانا عسكريا حمل اسم "مخلب النسر2" لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه منظمة "إرهابية"، في منطقة غارا بإقليم كردستان شمالي العراق.
واليوم، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، انتهاء العملية العسكرية بمقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة مثلهم، لكن "العمال الكردستاني" تحدث عن أرقام أخرى أكبر بكثير بلغت 50 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف الأتراك.
وبهذا الإخفاق التركي تبقى كواليس العدوان شاهدة على وهم "التفوق" الذي يصدره الرئيس رجب طيب أردوغان، ليسقط قناعه من جديد في كهوف العراق.