"درع دجلة".. بوابة أردوغان لتمرير أجنداته الخارجية
الرئيس التركي يبدأ مرحلة جديدة في سوريا والعراق عبر عملية درع دجلة.
"نبدأ مرحلة جديدة في سوريا والعراق بعد مباحثات مع بوتين وترامب".. بهذه الكلمات بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حديثة عن الملامح القادمة لسياساته الخارجية، بعد نجاحه في تعزيز سلطاته وتمرير التعديلات الدستورية.
فبعد التدخل في الشأن السوري والعراقي بزعم محاربة الإرهاب، ضمن عملية "درع الفرات"، يبدأ "السلطان" التركي الاستعداد للتدخل أكثر وأكثر في الجبهتين تحت مسمى "درع دجلة".
أردوغان صاحب السياسة المُتخبطة في سوريا، قال منذ أيام في أنقرة، أثناء توقيع وثيقة عودته لعضوية حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، بعد 979 يوماً من مغادرته للحزب، إنه سيبحث العمليات المحتملة في منبج والرقة بسوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما أعرب عن أمله في بدء مرحلة جديدة في سوريا والعراق بعد تلك المباحثات، وتابع قائلاً: "لن نسمح للجماعات الكردية بتحقيق أهدافها في شمال سوريا"، على حد قوله.
ووفقاً لصحيفة "يني شفق" التركية، فإن عملية درع الفرات في سوريا، كانت مجرد مرحلة أولية وأنه يجرى التخطيط لعمليات أخرى تشمل سنجار شمال العراق.
وبحسب محللون للشأن التركي، فإن أردوغان سيكون هدفه الأول في عملية درع دجلة هو محاصرة الأكراد في منطقتا "زاخو" و"دهوك"، الواقعتين بالإقليم الكردستاني شمال العراق على الحدود الشمالية التركية، والمناطق المحيطة بهم، بخلاف محاصرتهم في سوريا.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تتهمه أنقرة بشن تمرد منذ 30 عاماً من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد.
مصالح خاصة
الخبير في الشؤون التركية، قال يوسف بدر، لبوابة "العين" الإخبارية، إن "تركيا في عهد أردوغان متورطة في الصراع داخل سوريا والعراق، استغلت مسألة محاربة الإرهاب لتمرير أجندات خارجية، في حين أنها متورطة في دعمه، كما تتحرك تجاه أهداف خاصة، وهو ما ظهر من دعمها مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في مناطق الأكراد، كما شاهدنا في كوباني ومأساتها".
وأضاف: "هذا لا يعني اختزال محددات السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا والعراق في مسألة الأكراد والإرهاب فقط، فالأمر أوسع من ذلك، وإن كانا على رأس الأولويات، لما لهما من تهديدات للأمن القومي التركي، لكن الضغط والنفوذ الذي تمارسه تركيا داخل سوريا والعراق أحيانًا يكون لكسب صفة (الشُرطي) لصالح قوى إقليمية أو دولية، وهو ما يظهر من خلال تصريحاتها النارية تجاه إيران من حين لآخر".
وقال يوسف: "لا شك أن الأطراف الداعمة للحرب الأهلية في سوريا تدفعها مصالح خاصة، منها على الأخص تركيا، التي تخشى من تحول مسار الطاقة، وتدعم وصول الإسلاميين إلى السلطة، وتقلق من قيام دولة للأكراد في سوريا".
وأضاف الخبير في الشأن التركي، أن "هناك مصادر تتحدث عن عزم تركيا إنشاء قاعدة عسكرية لها في منطقة الشيخ سليمان، في الريف الغربي من حلب، بدعم من مقاتلين في الجيش الحر، وذلك لوقف التقدم الكردي، وهو ما يفسر عملية "درع دجلة"، توازيها تحركات في سوريا، والهدف هو إبعاد التواجد الكردي على طول الحدود التركية، حيث يسيطر حزب العمال الكردستاني على مناطق ممتدة من منطقة سنجار العراقية حتى سيلوبي التركية، وكذلك داخل مناطق أخرى حدودية بين تركيا والعراق وسوريا".