انضمام السويد للناتو.. أردوغان يجابه الضغوط بالتجاهل والمطالب
ضغوط دولية متزايدة على أنقرة لدفعها نحو المصادقة على طلب عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، إلا أنها اصطدمت بحاجز التجاهل.
وكان مسؤولون غربيّون يعوّلون على تليين موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال هذه القضية التي بُذلت جهود دبلوماسية عدة لإيجاد تسوية لها، بعدما فاز الشهر الماضي بولاية رئاسية جديدة في انتخابات شهدت تنافسا قويا.
لكن لا شيء ملموسا تغيّر في موقف أردوغان، وفق ما بيّن بيان أصدره مكتبه في حين كان مسؤولون أتراك وسويديون يجرون مفاوضات ربع الساعة الأخير في أنقرة.
مطالب تركية
وقال الرئيس التركي إن "لدى السويد توقعات لكن هذا لا يعني أننا سنلبيها.. لنقوم بتلبية هذه التوقعات، يتعيّن أولا على السويد أن تؤدي دورها".
ووضعت السويد وفنلندا حدا لسياسة الحياد العسكري التي كانتا تتّبعانها منذ عقود وطلبتا العضوية في حلف شمال الأطلسي ردا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وصادقت هذا العام تركيا والمجر المنضويتان في حلف شمال الأطلسي على طلب فنلندا الانضمام إلى التكتل، لكن برلماني البلدين لم يصادقا بعد على انضمام السويد للحلف، فيما يتطلّب نيل أي بلد جديد العضوية في حلف شمال الأطلسي موافقة دول التكتل بالإجماع على الطلب.
صفقات متبادلة
وحضّ الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره التركي على الموافقة على انضمام السويد للتكتل خلال محادثة هاتفية جرت بينهما، غداة فوز أردوغان بولاية جديدة ستبقيه رئيسا لتركيا حتى العام 2028.
وتأمل أنقرة أن يصادق الكونغرس الأمريكي على حزمة دفاعية كبرى من شأنها أن تحدّث أسطول تركيا المتقادم من الطائرات المقاتلة.
وللمرة الأولى ربط بايدن بشكل مباشر بين صفقة بيع مقاتلات إف-16 لتركيا ومصادقة أنقرة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
ففي أعقاب المحادثة الهاتفية، قال بايدن في تصريح للصحفيين: "لا يزال أردوغان يريد العمل على صفقة مقاتلات إف-16. أبلغته بأننا نريد اتفاقا مع السويد، لذا فلنحقق ذلك".
كذلك بحث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ شخصيا في الأمر مع أردوغان في إسطنبول، قبل أسابيع قليلة من قمة للتكتل ستستضيفها ليتوانيا.
وأشار أردوغان إلى أن زيارة ستولتنبرغ تزامنت مع احتجاجات نظّمها في ستوكهولم مناصرون أكراد لمجموعة تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وتسعى تركيا لدفع السويد باتّجاه حظر مثل هذه التظاهرات وقمعها؛ وهو ما بدا واضحًا في تصريحات أردوغان التي قال فيها: "هناك حقوق ممنوحة لأجهزة إنفاذ القانون (السويدية) بموجب الدستور. استخدموا هذه الحقوق. إن لم تتعاملوا معها، فلا يمكننا (القول نعم) في القمة في فيلنيوس"، المقرر عقدها في 11 و12 يوليو/تموز.
تدابير سويدية
واتّخذت السويد بالفعل مجموعة تدابير ترمي للاستجابة لهواجس تركيا؛ فرحلت مناصرا للمقاتلين الأكراد مدانا بالاتجار في المخدرات كان قد أوقف في أغسطس/آب من العام الماضي.
وفي هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن تركيا "أثارت بعضا من هواجسها. فنلندا والسويد تعاملتا مع الهواجس التركية، نحن نعتبر أن هذه الهواجس تم التعامل معها بالشكل المناسب وبفاعلية".
والأربعاء أجريت محادثات في أنقرة خلصت إلى اتفاق على عقد اجتماع جديد بين تركيا والسويد وفنلندا، لم يعلن موعده.
وقال ستولتنبرغ في تصريح أدلى به للصحافيين في بروكسل إنه تحادث مع كبير معاونيه الذي حضر الاجتماع وإن الأخير أبلغه بأن اللقاء جرى "في أجواء بناءة"، مضيفًا: "هناك تقدّم تم إحرازه، سنواصل العمل من أجل المصادقة على عضوية السويد في أسرع وقت ممكن".
قمة فيلنيوس
وعاد البرلمان التركي إلى الانعقاد بعد فترة توقف خلال الانتخابات ومن المقرر أن تبقى الدورة البرلمانية مفتوحة حتى موعد قمة فيلنيوس.
ومدّد البرلمان المجري حتى السابع من يوليو/تموز المقبل دورته الحالية التي كان من المقرر أن تنتهي الخميس.
والتركيز في هذه "الدورة الصيفية الاستثنائية" منصب رسميا على إقرار الميزانية العامة لكن قد يتسّع نطاقه ليشمل المصادقة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
ويقيم كل من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وإردوغان علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتم الإعداد في البرلمان المجري لجلسة المصادقة على عضوية فنلندا في التكتل بعيد رفع أردوغان اعتراضه على الأمر في مارس/آذار الماضي.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز