صحفي تركي: أردوغان يستغل عدوانه على سوريا لقمع المعارضين
اعتقال أكثر من 150 شخصا بحسب بيانات وزارة الداخلية خلال الأسبوع الأول للعدوان التركي على سوريا
قال الكاتب والصحفي التركي جان دوندار إن الرئيس رجب طيب أردوغان استغل عدوانه على سوريا لقمع المعارضين، مستشهدا بحادثة إلقاء القبض على الصحفية والحقوقية الكردية نوركان بيسال.
وأوضح دوندار، خلال مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، أنه في وقت متأخر من أحد أيام شهر يونيو/حزيران، كانت الصحفية الكردية تشاهد التلفاز في منزلها بمدينة ديار بكر التركية، بينما يلعب أطفالها إلى جوارها، لكن هذا السكون تحول لمشهد رعب بعد صوت ضوضاء اعتقدوا في البداية أنه زلزال، أو ربما قنبلة.
- تحقيق استخباراتي أمريكي حول علم تركيا بـ"مخبأ البغدادي"
- تعيين 5 آلاف من حزب أردوغان بالشرطة بعد حملة اعتقالات أفرغتها
وبحسب دوندار، كانت هذه الضوضاء لنحو 20 ضابطا من ضباط مكافحة الإرهاب يحاولون تحطيم باب منزلها الأمامي، ومن شدة صلابة الباب واندفاعهم تصدعت الجدران، حتى سمحت لهم بالدخول عبر باب الشرفة.
وعندما أخبر الضباط الصحفية أن بحوزتهم مذكرة تفتيش، سألتهم: "لماذا لم تستأذنوا برن الجرس؟"، لكن الإجابة كانت أن المدعي العام أخبرهم بأنه "يمكنهم تحطيم الباب".
وأوضح الكاتب الصحفي في المقال أن السلطات التركية اعتقلت بيسال بعد تفتيش منزلها بسبب تغريدة نشرتها في يناير/كانون الثاني قالت فيها إن "الأطفال والكبار يموتون في كل مرة تسقط فيها قنبلة"، في إشارة إلى العملية التركية بعفرين السورية.
ويتابع: "في 19 أكتوبر/تشرين الأول، عاد الضباط ثانية، هذه المرة بعد أن دخلت القوات التركية سوريا ثانية، وانتقدت بيسال الخطوة في تغريدة ثانية، لكن الصحفية الكردية لم تكن في المنزل هذه المرة، حيث سافرت إلى إنجلترا، بل أطفالها الذين قفزوا من فراشهم عندما اقتحمت الشرطة المنزل مجددا".
وعلقت بيسال على الاعتداء الأمر، قائلة إنها ليست موجودة في تركيا، ولهذا السبب لم يتم حبسها، مؤكدة أنها سترفع شكوى لدى عودتها بسبب "من تسببوا في مرور طفليها بكل هذا".
وأشار دوندار إلى أنه قبل حادثة الصحفية الكردية، اقتحمت الشرطة منزل رئيس بلدية يوكسيكوفا الشهير عرفان ساري، ووجه شرطي السلاح على رأسه قائلا إن لديه أوامر "بإطلاق النار على رأسه إذا حركها يمينا أو يسارا"، ثم نقل إلى مركز الشرطة على بُعد نحو 50 ميلا، ويداه مكبلتان؛ إذ اعتقل بتهمة "الانتماء لمنظمة غير قانونية"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
وأشار الكاتب التركي إلى أنه خلال الأسبوع الأول للعملية التركية اعتقل أكثر من 150 شخصا، بحسب بيانات وزارة الداخلية.
ونوه بأنه حتى أولئك الموجودين خارج البلاد وكتبوا منشورات عبر "فيسبوك" استخدموا فيها كلمات مثل "غزو" و"حرب" واجهوا استجوابات واحتجازا لدى وصولهم إلى الحدود التركية، ما يشير إلى أن شبكة المراقبة التابعة للنظام التركي تمتد في جميع أنحاء العالم.
وذكر دوندار أن استبيانا حديثا كشف عن معارضة أكثر من 42% من الأتراك للتدخل في سوريا، لكن الخوف يكمم أفواههم.
وزاد: "بعد خسارة أردوغان للانتخابات المحلية، استغل العملية العسكرية لمحاصرة المعارضة، وأن الأعداء الذين أرادت الحكومة استهدافهم على ما يبدو كانوا في الداخل وليس في الخارج".