طالب أردوغان أوروبا مؤخرا بفتح صفحة جديدة معه. وجاء هذا الطلب متزامناً مع العقوبات الاقتصادية الأوروبية على بلاده، لتسدل الستار على فشل سياسة أردوغان الخارجية والتي كبدت الاقتصاد التركي خسائر فادحة، وفي كل مرة يكرر أردوغان نفس الأسلوب مع كل من اختلف مع سي
إذ كرر أردوغان قبل أسابيع طلب فتح صفحة جديدة مع السعودية ومصر، وأيضا كرر نفس الأسلوب مع الولايات المتحدة الأمريكية عندما صرح أردوغان عن رفضه المطلق لإطلاق سراح القس الأمريكي حتى آخر يوم في رئاسته، لكنه سرعان ما غير موقفه، خاصة بعد أن لوح الرئيس الأمريكي بعقوبات مشددة، عندها أطلق أردوغان سراح القس فوراً.
ولو عدنا لمدة زمنية سابقة كرر نفس الأمر مع روسيا، إذ أطلق أردوغان تصريحات قوية ضد روسيا على خلفية التدخل الروسي في سوريا، ومع مرور الوقت أسقطت تركيا طائرة "ميغ" روسية، الأمر الذي دعا الرئيس الروسي بوتين لفرض مقاطعة اقتصادية قاسية ضد تركيا نتج عنها خسائر فادحة، مما جعل أردوغان يذهب مهرولاً للاعتذار إلى موسكو.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، قد توعد أردوغان بأنه سوف يدعم المعارضة التركية بكل قوة ضد حكمه، خاصة بعد تجاوز أردوغان الخطوط الحمراء بمحاربته للأكراد، وتدخله السافر في شرق المتوسط والدخول في تصادم مع عدة دول أوروبية.
من ما تقدم نستنتج أن سياسة تقلب المواقف والحلفاء والأصدقاء، أفقدت تركيا ورئيسها أردوغان ثقة الجميع فيه، وانعكس ذلك الأمر بنتائج سلبية وكارثية لعلاقات تركيا مع أصدقائها وحلفائها بالعالم، وباتت تركيا الآن تعيش شبه عزلة دولية نتيجة تقلبات مواقف أردوغان، بل أكثر من ذلك، فتواجه تركيا عقوبات اقتصادية من أوروبا وأمريكا حلفاء تركيا بالأمس ،ونفس الأمر مع روسيا وإيران.
وقد فتح النظام التركي على نفسه سلسلة لاتنتهي من المشاكل مع دول العالم، وبات يعيش في وضع من العزلة الدولية مع فقدان الثقة عالمياً به، وهذا الأمر له تداعياته السلبية على اقتصاد تركيا على المدى القريب والمدى البعيد، ومن المتوقع أن ينعكس بشكل خطير على الحياة المعيشية للمواطن التركي عبر ارتفاع أسعار كل السلع و ارتفاع نسب البطالة، وكذلك ارتفاع معدلات الفقر بشكل كبير.
لقد هدم أردوغان كل ما تم بناؤه من قادة أتراك سابقين لعقود طويلة مضت، هدمها في سنوات معدودة كان الخاسر الأكبر تركيا نفسها والشعب التركي الذي يعيش وضعاً اقتصاديا مأساويا، نتيجة ما يشهده الاقتصاد التركي من ضعف شديد شمل كافة القطاعات الاقتصادية وأصبحت تركيا الآن في مشاكل لا تنتهي مع دول العالم، يدفع ثمنها الشعب التركي الذي ضاق ذرعا بسياسات أردوغان الفاشلة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة