مع اقتراب نهاية العام 2020 يصحُّ لنا القول إننا لم نشهد مثيلاً له منذ قرن على الأقل..
مع المعاناة الكبرى التي عاشتها الإنسانية خلال انتشار فيروس كوفيد 19، من موت ومرض وأزمات صحية واقتصادية وتباعد اجتماعي وحظر تجول وإجراءات إقفال طالت كل شيء تقريباً، ومنع انتقال بين المدن والأحياء ضمن البلد الواحد، عبر الموانئ والمطارات أو عند المعابر الحدودية بين الدول.
ما شهدناه هذا العام يشكل كارثة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، لولا العناية الإلهية التي لطفت ببني البشر، وتدخلت لتخرجهم من الأزمة إلى الفرصة، ومن المرض إلى العافية والتعافي مجددا، فكأن هذا الفيروس جاء ليحفّز في الإنسان تفكيراً وجودياً بوحدة المصير البشري على كوكب الأرض، وأهمية أن تنتشر بين سكانه قيم السلام والتسامح والتعاون خاصةً في ظل الأزمات والكوارث، الطبيعية والوبائية والاقتصادية وغيرها.
إنها العناية الإلهية التي خصّت دولاً قليلة حول العالم، في طليعتها الإمارات، بمقومات مواجهة الوباء وانتشار الجائحة، بالفكر الحكيم والتفكير المستقبلي وابتكار الحلول، وبالمخزون الاستراتيجي، وكل ذلك مرتبط بقيادة رشيدة جعلت من الصعب ممكناً، واستطاعت أن تقود سفن الأوطان جاعلةً من الريح تجري بما تشتهيه لشعوبها ودولها.
ومع اقتراب نهاية العام، يصحُّ أن نعتز بمنجزات هذا الوطن الرائد في كل شيء، والساعي إلى المركز الأول في كل مجال، فهذا العام في أجندة الإمارات كان عام السلام والتسامح والأخوة الإنسانية منذ بدايته، وليس المقصود هنا أن الإمارات نظرت إلى إنجازاتها التي تهمها منفردة بها، بل إنّها كانت في كل إنجاز تنظر إلى البعد الإنساني ساعيةً لخدمة البشرية بجميع شعوبها وثقافاتها وأعراقها ودياناتها وكياناتها، فليست الأخوة الإنسانية وتوقيع وثيقتها بين أهم قطبين دينيين عالميين هما الفاتيكان والأزهر، هي شأن إماراتي صرف، وكذلك السلام بين إريتريا وإثيوبيا بعد عشرين عاما من الخلاف، ولا السلام مع إسرائيل حفظاً لأمن وسلم المنطقة وحقوق الفلسطينيين في العيش بكرامة وإنسانية، ولا وحدة التراب المغربي أو شرعية حكم اليمن، وغيرها الكثير الكثير مما لا يمكننا حصره وعده من منجزات.
نعم، كل عام والإمارات باختصار صانعة حياة، وصانعة سلام، وداعية حوار ووسطية واعتدال، وكل عام والإمارات تتحضر لخمسين قادمات من سنوات الخير والرفاه، والأمن والأمان، بل لخمسين عاماً من سلام يتجدد ويمتد من أقصى عالمنا العربي إلى أقصاه، فقيادتنا التي لم تقصر يوما بحق شعبها ودولتها، تتطلع لإسهام يخلّد في ذاكرة شعوب العرب، وشباب العرب خاصةً، ويجعل من الإمارات حاضنةً لأحلام هؤلاء الشباب بمستقبل أفضل لهم، وللبشر جميعاً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة