أردوغان وجيل الشباب.. تقارب يمهد الطريق لانتخابات 2023
يدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه، جيدا أهمية كسب جيل الشباب، قبيل الانتخابات المقررة منتصف 2023.
يعتقد المحللون أن ما يسمى "جيل زد" الذي يلي جيل الألفية، والمتنوع سياسيا مثل تركيا نفسها، يمسك بأحد مفاتيح مسار أردوغان نحو إعادة انتخابه ومساعيه لإبقاء الحزب في السلطة لعقد ثالث على التوالي.
لكن بعكس شباب 2002 حين كان صعود أردوغان بمثابة ابتعاد عن الفساد المنهجي والركود الاقتصادي، يبدو مراهقو الفترة الحالية أكثر ميلا لإلقاء اللوم في متاعبهم على حكومته.
وبحسب المديرة المساعدة لبرنامج جامعة ستانفورد حول تركيا عائشة علمدار أوغلو، فإن "الوضع الاقتصادي الصعب حاليا من شأنه أن يوسع الهوة بين ما يستطيع (الحزب الحاكم) توفيره وما يريده الشبان".
وسائل التواصل الحديثة
وسعيا نحو كسب الشباب يتفهم الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية الأهمية لتنظيم التجمعات والسعي لمعرفة سبل الوصول إليهم على الإنترنت.
وقال أردوغان في افتتاح مهرجان للشباب استمر 6 أيام في العاصمة أنقرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن "مفتاح الانتخابات المقبلة هو شبابنا وليس هذا الحزب أو ذاك".
وقالت علمدار أوغلو "بمجرد متابعة خطابات الرئيس وسواه من قادة الأحزاب.. نرى أن الشبان يشكلون مصدر قلق كبير".
وواجهت مساعي الحزب الحاكم لجذب أبناء هذه الفئة المهمة صعوبات في البداية.
وقالت علمدار أوغلو إن "حزب العدالة والتنمية جمع تقارير سعيا لتعليم كوادر الحزب كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية بفاعلية وسبل التحدث إلى جيل الشباب".
"عمل رائع"
ولا يزال حزب العدالة والتنمية يحتفظ ببعض الجاذبية لدى الناخبين الأصغر سنا.
وحضر آلاف منهم مهرجان نوفمبر/تشرين الثاني حتى نهايته بعد كلمة أردوغان الافتتاحية.
ويقلل عبدالصمد سميز رئيس فرع الشباب بالحزب عن منطقة تشرشمبا (شمال) من أهمية تلميحات إلى أن الحزب لا شعبية له بين المراهقين.
وقال سميز: "يقولون إن الشبان يبتعدون من حزب العدالة والتنمية، لكن لا شيء من هذا القبيل. إنها أكاذيب. حزب العدالة والتنمية يهتم بالشبان أكثر من غيرهم".
وأشاد بعض الذين حضروا المهرجان بأردوغان لإسهامه في خفض سن الترشح لعضوية البرلمان من 25 إلى 18 عاما، معتبرين أن "ذلك يظهر تفانيه تجاه الشباب".
وقال الطالب الجامعي أمر الله أيدين، خلال التجمع الذي عمته أجواء مرحة: "هناك عمل رائع يتم".
ومع ذلك، ثبت أن كسب ثقة الناخبين الشبان مسألة صعبة المنال، وليس فقط بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.
نسبة كبيرة
وقال مراد غيزيجي من وكالة الاستطلاعات إن الجيل المولود بين 1980 و1999 يشمل العديد من الناخبين المترددين، خصوصا من النساء، ما يجعلهم ربما أكثر أهمية في الانتخابات المقبلة مقارنة بالفئة الأصغر سنا.
وقال غيزيجي لصحيفة سوزجو "هذه المجموعة التي تضم 18.4 مليون شخص تمثل 32.6% من الناخبين".
غير أن الناخبين الشبان يمكنهم مع ذلك أن يحسموا مصير حزب ما في انتخابات متقاربة.
وحذر سلجوقي أيضا من اعتبار الشبان كتلة تصويت متجانسة، مؤكدا أن "الشباب متنوعون مثل الشعب التركي عموما".