إجراءات إسرائيل بـ"إيرز".. تحسبا لكورونا أم تفعيلا لصفقة القرن؟
سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضت على الفلسطينيين من قطاع غزة المارين عبر إيرز إبراز جوازات سفرهم، في إجراء هو الأول من نوعه
تحت ذريعة "مكافحة" انتشار فيروس كورونا، فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على الفلسطينيين من قطاع غزة المارين عبر إيرز، معبر بيت حانون، إبراز جوازات سفرهم، في إجراء هو الأول من نوعه، وسط مخاوف من أبعاد سياسية للقرار ترتبط بـ"صفقة القرن".
ووفق مصادر فلسطينية، فإن سلطات الاحتلال التي تتحكم في المعبر، الذي يربط قطاع غزة بإسرائيل والضفة الغربية، أدخلت تعليمات جديدة لشروط المرور من بينها إبراز جواز السفر.
وأكد صالح الزق، وكيل وزارة الشؤون المدنية في قطاع غزة، المطلب الإسرائيلي المتعلق بالجواز، ولكنه أوضح أنه يقتصر على الحاصلين على جواز سفر لا سيما الفلسطينيين الذين كانوا مسافرين بالخارج.
وأوضح الزق في تصريح صحفي أن الأمر عبارة عن إجراء إسرائيلي يتعلق بالفلسطينيين القادمين من خارج القطاع عبر معبر رفح للتأكد من أنهم لم يزوروا الدول الموبوءة بفيروس "كورونا".
- فلسطين تنفي وجود قنوات خلفية مع أمريكا حول "صفقة القرن"
- عاصمة فلسطين بخطة ترامب.. أحياء معزولة عن القدس
وأشار إلى أن الجواز مطلوب فقط لمن لديه جواز سفر ساري المفعول، وذلك كإجراء إسرائيلي وقائي، مبينا أن كل مواطن ليس لديه جواز سفر أو جواز سفره منتهٍ عمليا يمر من وإلى غزة بشكل طبيعي.
وأضاف: "ليس مطلوبا من أي مواطن بقطاع غزة لا يحمل جواز أو جوازه منتهٍ أن يحصل على جواز مطلقا".
ومعبر بيت حانون مخصص للأفراد، ويربط بين شمال قطاع غزة وجنوب إسرائيل، ويمر عبره نحو ألف فلسطيني يوميا، لفئات محددة، بعد الحصول على تصاريح إسرائيلية خاصة، ويقتصر المرور على فئة التجار ورجال الأعمال، والمرضى، والحالات الإنسانية.
جدل ومخاوف
وأثار القرار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي أوساط النخب الفلسطينية، وسط تخوفات بأن يكون القرار مرتبطا بأبعاد سياسية، لتحويل حاجز إيرز إلى معبر رسمي، وتكريس حالة الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، والتعامل مع القطاع ككيان أو مشروع دويلة، تكريسا لبعض تصورات صفقة القرن.
فمن جهته يرى الدكتور عمر جعارة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن اشتراط إسرائيل على الفلسطينيين بغزة اصطحاب جواز السفر عند مغادرة القطاع "تأكيد أن هناك حلا إسرائيليا منتظرا بعد الانتخابات".
وقال جعارة لـ"العين الإخبارية": "الإسرائيليون يتهمون نتنياهو بأنه لا يملك استراتيجية للتعامل مع الفلسطينيين في غزة والضفة، لذلك هو يحاول أن يوحي بأن لديه حلا للموضوع الفلسطيني يشمل الضفة وينطبق على غزة".
لكنه استبعد أن يكون إجراء احترازيا صحيا، متسائلا: "ما علاقة جواز سفر بكورونا.. الأمر أبعد من ذلك".
تنفيذ لصفقة القرن
بدوره، يذهب أستاذ الإعلام في غزة سامي عكيلة، إلى أن فرض الاحتلال الإسرائيلي جواز السفر للدخول عبر حاجز بيت حانون، يعني "تنفيذ صفقة القرن عمليا باعتبار أن العبور من غزة إلى أي منطقة باتجاه الأرض المحتلة هو عبور عبر الحدود، وبالتالي يحتاج لجواز سفر".
وأضاف أن ذلك يعني "تحول حاجز بيت حانون إلى معبر بشكل عملي، وتحول مكاتب الارتباط إلى مكاتب سفر لتسهيل الحصول على تأشيرة، وأنه في حال قرر الاحتلال عدم الاعتراف بالوثائق الصادرة عن السلطة فذلك يعني عدم السماح لأي فلسطيني الانتقال، إلا إذا كان لديه جواز سفر دولة أخرى".
إجراء احترازي
ويختلف الكاتب السياسي خليل شاهين مع جعارة وعكيلة، مبينا في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن هناك إجراءات يتخذها الاحتلال على المعابر الأخرى (الضفة الغربية)، بما في ذلك معبر الكرامة الحدودي مع الأردن لمعرفة الدول التي زارها المسافر.
وتوقع أن يكون الأمر متعلقا بإجراءات لمنع تفشي المرض الذي وصل إلى 51 دولة وأدى لوفاة المئات وإصابات عشرات الآلاف.
وأشار شاهين إلى أن غزة في الرؤية الأمريكية والإسرائيلية تخضع لشروط مفروضة على كل الفلسطينيين، أي أنه مطلوب من حركة حماس بغزة كما السلطة أن تستجيب لتلك الشروط كالاعتراف بإسرائيل وإنهاء سلاح الفصائل وغيره من الشروط التي يريد الاحتلال إرغام الكل على تنفيذها.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز