إريثروفوبيا.. اعرف ما الخوف من التورد الجلدي وطرق التعامل معه
إريثروفوبيا هو أحد أنواع الرهاب النفسي المعقدة التي تجعل الشخص يُصاب بتورد جلدي كرد فعل على التوتر أو عند الشعور بالحرج والقلق، فكيف يمكن التخلص منه والتعامل معه؟
غالبا ما نكتشف شعور بعض الأشخاص بالخجل أو الإحراج من خلال تورد الوجه، ولكن قد لا يتخيل أحد أن هناك أشخاصا يصيبهم هذا التورد بالفوبيا والخوف الشديد، وهي الفوبيا المعروفة بـ"إريثروفوبيا".
ما الإريثروفوبيا؟
مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الخوف من التورد الجلدي، ويعتبر أحد أنواع الرهاب النفسي المعقدة، حين يصبح التورد الجلدي رد فعل فسيولوجيا يحدث بسبب القلق أو الحرج، وكلما زادت المخاوف المتعلقة به زادت احتمالية حدوثه، فهو من أنواع الرهاب التي تتفاقم بمرور الوقت إذا لم يتم التعامل معها.
تُعد إريثروفوبيا من أنواع الرهاب الذاتية، التي لا يمكن تجنبها بسهولة، فإذا كنت مصابا بفوبيا العناكب يمكن تجنب أعراضها إذا ابتعدت عن رؤية العناكب، أما التورد الجلدي الذي يحدث نتيجة الشعور بالحرج في عديد من المواقف الاجتماعية يصعب السيطرة عليه، وهو ما يجعل التعامل معه أكثر صعوبة.
كيف يحدث التورد الجلدي؟
يحدث التورد الجلدي بشكل تلقائي، فهو رد فعل لا إرادي يتم تحفيزه من قبل الجهاز العصبي عند الشعور بالقلق أو الخجل، حيث يتم ضخ الأدرينالين (الإبينفرين) في الجسم، مما يتسبب في ظهور أعراض فسيولوجية واضحة. يشمل ذلك تسارع ضربات القلب، والتأثير على الجهاز الهضمي، إضافة إلى توسع الأوعية الدموية في بعض المناطق.
هذه التغيرات في الأوعية الدموية تؤدي إلى تدفق الدم بشكل أكبر، مما يُسبب الاحمرار في منطقة الوجه. وعلى الرغم من أن التورد الجلدي يمكن أن يحدث بسبب عوامل أخرى مثل: تناول الكحول، أو في بعض الحالات الطبية.
وعند الأشخاص الذين يعانون إريثروفوبيا يزداد القلق والخجل عندما يحدث التورد الجلدي، مما يسهم في حلقة مفرغة تزيد من حدة هذا النوع من الرهاب.
أسباب الإريثروفوبيا
يمكن أن يكون الخوف من التورد الجلدي عرضا من أعراض اضطراب القلق الاجتماعي، كونه لا يتعلق بالخوف من الاحمرار نفسه، بل بملاحظة الآخرين له واكتشافهم شعوره بالإحراج. فآخر شيء قد يريده الشخص القلق أو الخجول، هو أن يتم التركيز عليه من قبل الآخرين.
ويظهر الاحمرار بشكل أساسي على الخدين والجبهة، وقد ينتشر إلى الأذنين والرقبة وأعلى الصدر، ولا يعتمد ظهوره على الاستجابة للتفاعلات السلبية فقط، مثل ارتكاب خطأ، ولكنه يحدث مع التفاعلات الإيجابية نتيجة تلقي الشكر أو المجاملة، ولكنه يؤدي إلى نفس النتيجة التي تجعل الأشخاص يبنون تصورات سلبية عن أنفسهم ويصابون برهاب إريثروفوبيا بسبب الخوف من أحكام الآخرين عليهم.
أعراض رهاب إريثروفوبيا
غالبا ما تشمل أعراض الإصابة برهاب إريثروفوبيا نفس أعراض أنواع الرهاب الأخرى، منها:
- زيادة التورد الجلدي بشكل مفاجئ.
- الرعشة والارتجاف.
- التعرق.
- تسارع ضربات القلب.
- صعوبة التنفس بشكل طبيعي.
- تجنب المواقف الاجتماعية.
- الخوف من التحدث أمام الآخرين.
- في الحالات المتطرفة قد يتجنب الشخص مغادرة المنزل تماما.
طرق التعامل مع إريثروفوبيا
عند ملاحظة هذا النوع من الفوبيا يمكنك الاختيار بين سبل مختلفة للعلاج، والتعامل مع هذه الحالة التي قد تعوق ممارستك الطبيعية لحياتك اليومية، وتشمل خيارات العلاج:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): من الخيارات العلاجية الفعّالة لتعديل الأنماط الفكرية والسلوكية السلبية، وتقليل الخوف الناتج عن هذه الظاهرة.
من الممكن استخدام الأدوية إلى جانب العلاج النفسي.
العلاج بالتعرض لمواقف قد تسبب التورد الجلدي، ولكن يعيبه أنه من أنواع العلاجات المعقدة التي تحتاج من المريض قدرة على التكيف مع المواقف المسببة للتورد بدلاً من التعود على التورد نفسه.
اللجوء إلى الجراحة لتقليل حدوث التورد عند بعض الحالات، ولكن لا يوصى بها لعلاج إريثروفوبيا بشكل تام.
يتطلب التعامل مع إريثروفوبيا كثيرا من الجهد والمثابرة والقدرة على الالتزام، ورغم تعقيدها لكن الشفاء منها وارد، ويحتاج إلى تعامل منضبط مع المواقف الاجتماعية، ومقدرة على التغلب على القلق والتوتر، من خلال التقبل وتغيير الأفكار السلبية.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز