فرنسا تحذر: التصعيد في ليبيا يهدد استقرار المنطقة
وزير الخارجية الفرنسي يقول إن الاتفاق بين حكومة الوفاق وتركيا "يتعمد الابتعاد عن القانون الدولي ويزيد من تعميق الأزمة في ليبيا"
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الخميس، إن التصعيد في ليبيا يهدد استقرار المنطقة بكاملها، داعيا إلى حوار ليبي داخلي للخروج من الأزمة.
وجاء تصريح لودريان عقب لقائه الرئيس التونسي قيس سعيد خلال زيارة إلى تونس تستمر يومين، وفق وكالة فرانس برس.
ورأى، بحسب فيديو نشرته رئاسة الجمهورية التونسية على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن "التصعيد الحالي في ليبيا يهدد الاستقرار في كامل المنطقة، من المغرب العربي إلى الساحل".
وعلق وزير الخارجية الفرنسي على مذكرتي التفاهم الموقعتين بين حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مؤكدا أنهما تبتعدان عن القانون الدولي وتزيدان من تعميق الأزمة في ليبيا.
واعتبر لودريان أن الحل للخروج من الأزمة "يفرض حوارا ليبيا داخليا ومسارا سياسيا يجمع الأطراف الإقليمية وخاصة دول الجوار".
كما دعا إلى دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، لإيجاد حل سلمي ينهي الصراع القائم في ليبيا.
ومن المرتقب عقد مؤتمر دولي حول ليبيا في برلين هذا الشهر سعيا لإيجاد تسوية سلمية للنزاع في هذا البلد، ولم توجه دعوة بعد إلى تونس.
وقال لودريان في هذا الصدد إن مؤتمر برلين هو محاولة لتحديد عناصر الخروج من الأزمة الليبية.
من جانبه، شدّد الرئيس التونسي قيس سعيد على مواقف بلاده الثابتة الداعية إلى احترام الشرعية الدولية وخاصة القرار الأممي 2259 المؤرخ في 23 ديسمبر/كانون الأول عام 2015 وضرورة الانتقال من الشرعية الدولية التي لا يمكن أن تكون إلا مؤقتة، إلى شرعية دائمة تقوم على مشروعية شعبية.
وأشار إلى المبادرة التي قام بها عند جمعه لعدد من ممثّلي القبائل والجمعيات في ليبيا، لافتا إلى إمكانية توسيعها إلى عدد آخر لم يحضر في الجلسة الأولى حتى تكون أكثر تمثيلية.
وجدّد سعيد استعداد تونس الدائم للإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين ودعم كلّ المجهودات الهادفة إلى حقن دماء الشعب الليبي والمحافظة على سيادة ليبيا ووحدتها الترابية.
وتناول اللقاء مسائل أخرى ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظلّ وجود تونس كعضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي منذ بداية هذه السنة.
كما تمّ التطرّق إلى الاستعدادات الجارية لاحتضان تونس لقمة الفرانكفونية الثامنة عشرة في ديسمبر/كانون الأول 2020.
وكان وزراء خارجية مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص قد أكدوا، الأربعاء، ضرورة الحل السلمي الشامل لأزمة ليبيا، منددين بالتدخل التركي في شؤونها الداخلية.
والأحد الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وحدات من الجيش التركي بدأت التحرك إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وحذرت دول المنطقة والمجتمع الدولي من إرسال قوات تركية إلى ليبيا؛ حيث سيُسهم ذلك في إشعال الأزمة الليبية وتصعيد إقليمي غير مسبوق.
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج، بالعاصمة الليبية طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز