منوعات
أب يحول هروبه مع ابنه من الحرب إلى لعبة.. السير من أوكرانيا إلى بولندا
على طريقة الفيلم الإيطالي La vita è bella لروبرتو بينيني، حول أب إيطالي رحلة هروبه من أوكرانيا مع طفليه إلى حقيقة واقعية.
ودون أن يفقد ابتسامته أمام صغاره، نجح ماركو جالليبولي في الهروب بطفليه من الصراع الروسي بعد رحلة طويلة مليئة بالمخاطر، بالوصول إلى مدينة كراكوف في بولندا، بعد السير لمسافة 30 كيلومترا.
ومثلما فعل "جيدو أورفيتشي" في فيلم في "الحياة حلوة"، والذي استخدم خياله لتحويل السجن إلى لعبة، سخر الأب الإيطالي كل قواه لإقناع أطفاله أنهم في معسكر للعب، وحول جالليبولي التجربة الدرامية إلى "لعبة ماراثون" لأطفاله الصغار.
ورغم أن الأمر يبدو مستحيلاً للكثيرين، فإن الأب جالليبولي نجح في الوصول بطفليه لبر الأمان دون إشعارهم بالخوف، بثبات وشجاعة كبيرة، وفقاً لموقع "Tgcom24" الإيطالي.
لم يتخيل جالليبولي، المصور الإيطالي الذي استقر في مدينة لفيف الأوكرانية، حيث وجد الحب وتزوج من أوكرانية وبنى عائلة، أنه سيصبح في يوم من الأيام لاجئاً وسط المئات من الأشخاص الذين أجبروا على ترك وطنهم، هرباً من الصراع الروسي.
لكنه قرر المغادرة لإنقاذ طفليه، أورورا وفلافيو، البالغان من العمر 7 و 9 أعوام.
في الوقت الذي بقيت فيه زوجته في مسقط رأسها، حيث تنحدر من أسرة حاربت بالفعل لمنع العزو السوفيتي، قررت هذه المرة أيضاً البقاء ومواصلة الدفاع عن وطنها، بالتطوع لمساعدة اللاجئين الذين سيأتون إلى مدينتها في الأيام المقبلة هرباً من الحرب في كييف.
روى الأب الشجاع ماركو رحلة خروجهم من أوكرانيا سيراً على الأقدام خطوة بخطوة على "فيسبوك"، وقاوم خلالها رعب السماء التي تضيئها ومضات الصواريخ، وواجه الجليد.
بحقيبة على الظهر، انطلق الأب بصحبة طفليه وصديق له، في رحلة تبلغ 30 كيلومتراً نحو الحدود مع بولندا، موثقاً كل شيء بكاميرا الهاتف المحمول.
"سأوصل أطفالي إلى إيطاليا ثم سنذهب إلى الولايات المتحدة ثم سأعود في النهاية للانضمام إلى زوجتي"، عبارة أوضح بها جالليبولي خطته المستقبلية.
وعن اختيار جالليبولي للهروب سيراً على الأقدام وليس مستقلاً سيارته، قال: "كنت أعرف أنه سيكون هناك صفوف من السيارات على الحدود، ولكن سيراً على الأقدام سنصل أسرع"، هكذا شرح الأب المغامر السبب في أحد فيديوهاته الموثقة للملحمة.
وقال الطفلان في أحد الفيديوهات: "نريد الآن الذهاب إلى إيطاليا، ومنها إلى الولايات المتحدة، ولكن سنعود إلى أوكرانيا، لأنها بيتنا ووطننا".
يومان استغرقتها رحلة السير على الأقدام من أوكرانيا إلى بولندا، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 10 تحت الصفر، والخوف من عدم اختيار طريق الهروب الصحيح.
وخلال الرحلة الملحمية، قدم الكثير من الأشخاص الغرباء لجالليبولي وطفليه المساعدة، مثل سكان إحدى القرى التي مروا عليها، حيث قدموا لهم القهوة الساخنة والبسكويت، بالإضافة إلى نومهم في مهجع مؤقت للاجئين طوال الليل، ثم مواصلتهم لرحلتهم حتى وصلوا إلى بولندا بأمان .
وبالابتسامة التي لم تفارق وجهه للحظة واحدة، وصل جالليبولي بطفليه إلى بولندا، مازحاً مع أطفاله بأنهم وصلوا إلى خط نهاية سباق الماراثون الطويل.