دمج الإيثيريوم.. 15 سبتمبر تاريخًا فارقًا بمستقبل العملات المشفرة
تترقب أسواق العملات المشفرة عملية الدمج المرتقب لعملة "الإيثيريوم"؛ ثاني أضخم عملة مشفرة في العالم. .
عملية تعد بمثابة التغيير الأكبر في تاريخ عملة الإيثيريوم الذي يبلغ عقدًا من الزمان؛ ومن المؤكّد أن ينتشر الحدث الأكبر المرتقب بسوق العملات المشفرة عبر كل الأنظمة التي تتعامل مع الأصول الرقمية.
ويتوقع أن تحدث ثورة كاملة عبر عملية الدمج في تقنية "الإيثيريوم" الأساسية وتتحول إلى نظام جديد سيخفض استهلاكها للكهرباء بنسب كبيرة.
وقد أدى ترقب عملية التحول التي تعرف باسم "الدمج" the Merge إلى تضاعف سعر عملة "إيثيريوم" خلال الشهرين الماضيين، بحيث تجاوزت بذلك بنسبة الزيادة في السعر منافستها الأكثر شهرة، "بيتكوين" بأربعة أضعاف.
دمج الإيثيريوم
وتترقب منصة «الإيثيريوم» المصممة للرموز غير القابلة للاستبدال NFT وتطبيقات التشفير المهمة الأُخرى، تغييراً ربما ينجح في تعويض قطاعُ العملات المشفرة ما خسره في الأشهر الثمانية الأُولى خلال 2022، ففي غضون أيام، سيختبر قطاع التشفير ما يسميه البعض لحظةً حاسمة، إذ إنَّ منصة «الإيثيريوم»، ستخضع لتحديثٍ كبير سيكون له تأثيرٌ كبيرٌ على كامل القطاع.
"إيثيريوم"، والتي هي في الأصل برنامج كمبيوتر يستخدم ما يسمى بتقنية "بلوكتشين" لتوفير سجل رقمي لتسجيل المعاملات، باتت الأساس الأكثر شيوعاً لمجموعة متنامية من أصول وتطبيقات التشفير التجارية، بما في ذلك منتجات الإقراض والرموز غير قابلة للاستبدال (NFTs)، بالإضافة إلى رمزها الأصلي، "إيثير".
وبحسب وكالة بلومبرج، يعرف عن "إيثيريوم" أنَّها ليست مملوكة لأي شخص، فقد تم إنشاؤها وصقلها من قبل مجتمع من المطوّرين، وهي تعمل من خلال شبكة من مراكز البيانات في جميع أنحاء العالم. تعمل مراكز البيانات هذه كـ"معدّنين" على الشبكة، وتطلب المعاملات التي يتم ترحيلها إلى السجل الرقمي. في المقابل تتقاضى هذه المراكز أتعابها بعملة "إيثير". وقد أُطلق على هذا النظام اسم "إثبات العمل"، أو (proof of work).
ما هو دمج الإيثيريوم؟
الدمج هو الاسم الذي أطلقه مجتمع التشفير على النقطة التي ستنتقل فيها سلاسل كتل الإيثيريوم من استخدام "برهان العمل" كآلية إجماع، وهي الطريقة التي توافق بها جميع أجهزة الكمبيوتر التي تحتفظ بسلسلة الكتل على إضافة معاملات جديدة، إلى استخدام "برهان الحصة".
يسمونه الدمج لأنه على مدار عامين كانت توجد سلسلة كتل منفصلة لإثبات الحصة، تُعرف بسلسلة "بيكون"، تحوم حول عملة الإيثيريوم الأصلية لكي يقوم المطورون باختبارها وتحسينها.
وأوضحت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية؛ أن هذا التحديث ليس مجرد تعديل تقني، بل هو إصلاح شامل لبرنامج تم تشغيله لمدة سبع سنوات، والذي سيتم تنفيذه - إذا سار كل شيء كما هو مخطط له - دون توقف. ويتطلب برهان العمل استهلاكًا مكثّفًا للغاية للطاقة، ويتطلب كميات هائلة من قوة الحوسبة، مما جعل سلاسل الكتل تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة توازي ما تستهلكه بعض البلدان الصغيرة.
ولمرات عديدة عمل المطوّرون الذين يعملون على تحسين برنامج "إيثيريوم"، على طرح ترقيات بشكل دوري، إلا أنَّ أياً منها لم يكن بالحجم الكبير كالتي ستطرح بها ترقية هذا العام، والتي سُميت "الدمج" (Merge)، حيث سيحل فيها محل المعدّنين ما يسمى بـ"المودعين" (stakers). يطلب المعدّنون المعاملات عن طريق حل العمليات الحسابية المعقدة باستخدام الملايين من الخوادم القوية - وهو نظام تم انتقاده بسبب استخدامه الكثيف للكهرباء.
على النقيض من ذلك؛ سيطلب "المودعون" المعاملات عن طريق وضع "إيثير" الخاصة بهم على نظام جديد، كان قيد الاختبار منذ ديسمبر 2020. يمكن للأشخاص بالفعل استخدام محافظهم الرقمية لإيداع "إيثير" في نظام الاختبار هذا، الذي يسمى سلسلة الكتل "بيكون تشين" (Beacon Chain)؛ وبعد الدمج؛ سيبدأ اختيارهم عشوائياً، ثم يصبحون ما يُعرف بـ"المدققين" (validators)، ويطلبون المعاملات على السجل الرقمي في "إيثيريوم" إلى كتل، ويتقاضون أتعابهم بـ"إيثير" الجديدة. وهذا ما يسمى "إثبات الإيداع" أو (proof of stake).
وبإسلوب بسيط، دمج إيثيريوم يعني؛ الانتقال الناجح من إثبات العمل (PoW) إلى إثبات الحصة له تأثير كبير على سعر الإيثير (ETH) والبيتكوين (BTC) وحتى العملات المشفرة الأخرى في السوق.
من المتوقَّع أن يتم وقف معظم عمليات تبادل العملات المشفَّرة المركزية وعمليات سحب وإيداع "إيثير"، خلال عملية الدمج كإجراء احترازي. قد تتوقف تطبيقات التمويل اللامركزي مؤقتاً أيضاً إذا حدث خطأ ما.
ومن المتوقع أن يساوي حجم التداول المستقبلي في الإيثيريوم نفس البيتكوين، وبالمثل، وللمرة الأولى منذ شهر مارس، زاد نشاط المضاربة في أواخر أغسطس الماضي؛ حيث زاد إجمالي حجم تداول العقود الآجلة بأكثر من 10% إلى 51 مليار دولار في 24 ساعة.
موعد دمج الإيثيريوم؟
كشفت منصة الإيثيريوم (ETH) عن تاريخ الجدول الزمني النهائي لعملية الدمج المرتقبة، والتي ستحدث في 15 سبتمبر 2022.
ومن المرجح أن يتفق المطورون على وقت الدمج، وسيعتمد تاريخ وتوقيت الحدث على مقدار طاقة الكمبيوتر المستخدمة لدعم سلاسل الكتل، ولكن يجب أن يحدث ذلك في حوالي الساعة 1 صباحا في 15 سبتمبر/أيلول 2022.
ويتطلب تنفيذ تغيير مثل الدمج إجماعًا كافيًا بين الأطراف المعنية؛ حيث يجب أن يوافق جميع العملاء الرئيسيين على كتابة البرنامج، ويجب على عدد كافٍ من نقاط الاتصال تحديث برامجهم، ويجب على جميع تطبيقات العالم الحقيقي ذات الطبقات على نظام "بلوكتشين" أن تقبل أن السلسلة المدمجة الجديدة هي تلك التي ستحافظ على حالة أصولهم.
إذا سارت الأمور بسلاسة؛ فسيكون الدمج خطوة نحو تقنية أكثر فائدة، ويرجع ذلك إلى أتمتة وظائف النظام المالي؛ حيث تتطابق العقود الذكية تلقائيًا مع المشترين والبائعين أو المقترضين والمقرضين في البورصة.
وتهدف التحسينات بعد الدمج في الغالب إلى تعزيز الحجم والكفاءة؛ حيث سيسمح هذا لتقنية بلوكتشين بمعالجة العديد من المعاملات وتقليل الرسوم المطلوبة لاستخدامها، ويمكن أن تعالج إيثيروم اليوم حوالي 15-20 معاملة في الثانية وستكون قادرة على معالجة 100000 معاملة في الثانية.
aXA6IDMuMTQ0LjMwLjE0IA== جزيرة ام اند امز