قومية عفار.. حكاية شعب ينتشر بثلاث دول أفريقية
قومية عفار تتمتع بتأريخ عريق ولها لغتها الخاصة بها، إلى جانب العادات والتقاليد التي تميزها عن بقية الشعوب والقوميات الإثيوبية.
تعتبر قومية عفار المتواجدة بالإقليم الذي يحمل الاسم نفسه شرقي إثيوبيا، من القوميات المتداخلة في 3 دول تعرف بمثلث العفار وهي: "إثيوبيا وجيبوتي وإريتريا"، لكن العدد الأكبر من هذه القومية يوجد في إثيوبيا، وتقدر بعض الإحصائيات غير الرسمية تعداد "العفر" بنحو 5 ملايين نسمة أو يزيد، حيث يشكلون نحو 50% من إجمالي تعداد جيبوتي، ونحو 10% من سكان إريتريا، ونحو 4% من سكان إثيوبيا.
ويقول حبيب محمد، مدير مكتب تنمية الثقافة والحفاظ على التراث بإقليم عفار، إن قومية عفار تتمتع بتاريخ عريق ولها لغتها الخاصة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تميزها عن بقية الشعوب والقوميات الإثيوبية.
ولفت إلى أن قومية العفار في إثيوبيا تعتز وتتفاخر بالإبل كما هو حال العفار المتواجدون في كل من إريتريا وجيبوتي، وقال إنهم عندما يريديون التعبير عن حبهم وتقديرهم للشخص، يقدمون له من الإبل التي يرعونها، ويمثل رعي الأبل من أبرز المهن لقومية عفار، بل أصبحت الإبل تشكل جزءا من ثقافة هذه القومية إلى جانب الأغنام والماشية.
وأوضح "حبيب"، لـ"العين الإخبارية"، أن قومية العفار يتميزون بعادات وتقاليد ثرية كثقافة تميزهم عن القوميات الأخرى، فلهذه القومية رقصاتهم وأغنياتهم الخاصة والتي عادة ما تبرز بصورة قوية وأساسية في مناسباتهم الخاصة من مهرجانات الزفاف والاحتفالات الدينية والاجتماعية.
ولفت إلى تعدد الرقصات والأغنيات والألعاب عند قومية العفار بحسب الفئات العمرية وكذا النوعية، فمثلا نجد رقصة "هورا" والخاصة بالرجال والتي يجب أن لا يقل عدد المشاركين فيها عن ستة أشخاص.
وتابع متحدثا عن كيفية أداء رقصة "هورا ": "الرجال يرقصون وهم ممسكون بالسيف، برفع الأرجل بالتساوي في شكل حركات منتظمة وإقاعات رقصية متناسقة".
وأضاف أن هناك لعبة أخرى تسمى "سدي" وهي خاصة بالفتيات، ولعبة أو رقصة أخرى تسمى "لالي" يلعبها الرجال فقط، مشيرا إلى أن هناك رقصات يشارك فيها الرجال والنساء معا تعرف بـ "كيكي"، وغالبا ما تنظم في المناسبات العامة والأعياد الدينية والقومية.
وتطرق إلى ثقافة الرجل العفري، وقال إن الرجال في قومية العفار يشتهرون باهتمامهم بشعر الرأس، ويضفرونه على شكل جدائل ويدهنونه بالسمن، ويتم ذلك بطريقتين أو نوعين الأول يكون في فترة عمرية متعلقة بالشباب ويعرف بـ" أيدي"، فيما التسريحة الأخرى خاصة بكبار السن.
ولفت إلى أن الرجل عادة ما يحمل السكين التقليدي وهو كما السيف كبير الحجم شبيهة بالخنجر العربي، وهذا الخنجر دائما يحمله الرجل العفري لطبيعة حياته الرعوية حيث يستخدمها الراعي وصاحب الإبل والماشية في الذبح وغيرها من المهام.
والخنجر العفري نوعان حسب استخدامه الأول ويعرف بـ"لاكو جلي"، ويصنع من المعدن الصلب وله مقبض خشبي وزخرفة فضية، أما النوع الثاني والذي يعرف بـ"تاجوريتا"، يصنع من معدن صلب وله حافة حادة من الجانبين بمقبض مصنوع من الخشب والأسلاك.
والزي القومي لرجال العفار ، هو عبارة عن قطعتين بيضاء مطرزة بزخاريف جميلة، فيما ترتدي الفتيات ملابس ملونة يطغي عليها اللونان الأخضر والأحمر مع إكسسوارات تزين فتيات قومية عفار.
ويشتهر أفراد قومية عفار بتقصي الأخبار والمعلومات فيما بينهم والتي تعرف بـ"داغو"، وهي طريقة يستخدمها شعب عفار لتبادل المعلومات والأخبار، فما أن يلتقي (شخصان أو أكثر) من قومية العفار، فإنهم يتبادلون الأخبار فورا، حيث يتحدث الأطراف عن كل ما رأوه وسمعوه بدون توقف أو كذب، فهم يعتمدون على هذه الأخبار والمعلومات في تنقلهم بحثا عن الكلأ والماء والأمن في مناطق رعيهم ومعاشهم.
ومناطق عفار من أكثر المناطق التي بها وجهات سياحية، ويتمتع إقليم عفار الإثيوبي، بحكم شبه ذاتي، ويتبع الكونفيدرالية الإثيوبية المكونة من 10 أقاليم، والتي بدأت الحكم الفيدرالي بعد سقوط نظام منغستو هايلي ماريام عام 1991.