قهوة الغابات الإثيوبية.. جهود عالمية لحماية "أرابيكا" من الانقراض
في مناطق جنوب إثيوبيا تنتشر زراعة قهوة الغابات والتي تعد الأجود حول العالم، كونها لم تستخدم فيها أي تحسينات.
وتسعى إثيوبيا إلى حماية هذا المنتج والترويج له من خلال بذل جهود عديدة مع مختلف المؤسسات التي تهتم بهذا النوع من القهوة.
واشتهرت إثيوبيا وغاباتها منذ فترة طويلة بكونها مصدرا لأهم المنتجات مثل القهوة والعسل ومنتجات أخرى حيوانية ونباتية.
وتأتي القهوة التي تسمى أرابيكا في صدارة هذه المنتحات، كونها عالية الجودة، لذا هي مفضلة في العديد من بلدان العالم.
وتعتبر الغابات الإثيوبية أهم مصدر لأجود أنواع القهوة في البلاد، والتي تحظى بسمعة طيبة في الأسواق العالمية، حيث تدر علي البلاد العملة الصعبة.
وتحاول مبادرة استدامة جديدة بقيادة منظمة "تكنو سيرف" الدولية غير الربحية تسليط الضوء على تلك الغابات من أجل تعزيزها وحمايتها أثناء تنمية سوق "قهوة الغابات الإثيوبية".
أول دليل إرشادي لقهوة الغابات الإثيوبية
كانت النتائج الأولية من جهد مبادرة منظمة "تكنو سيرف" الدولية ،عبارة عن دليل إرشادي مجاني جديد مكون من 70 صفحة يسمى "إثيوبيا فورست كوفي"، وهو دليل مصور، بجانب خريطة تفاعلية عبر الإنترنت.
يتبع الكتاب فكرة أن مشهد القهوة الغني والمتنوع في إثيوبيا يمكن أيضًا أن يتسم بالهشاشة.
وتعتبر إزالة الغابات وتغير المناخ تهديدا رئيسيا لممارسات هذا الإنتاج التقليدي للقهوة.
كل هذه الأسباب تعرض أنواع القهوة البرية بما في ذلك أرابيكا لخطر الانقراض، والسبب هو التحديات التي تواجه زراعة القهوة وإزالة الغابات، بصورة مستمرة من وقت لآخر.
وأظهرت العديد من الدراسات أن تغير المناخ سيؤثر علي إنتاج القهوة المتخصصة في إثيوبيا، وهذا العمل هو جزء من مبادرة مدتها 8 سنوات تسمى الشراكة من أجل الغابات، والتي يتم تمويلها من قبل وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة، وهي وكالة متخصصة في حماية المصالح العالمية للمملكة المتحدة.
أما جهود الحكومة الإثيوبية متمثلة في هيئة القهوة والشاي الإثيوبية، والتي تركز اهتمامها في الجهود الترويجةي ، حيث كتبت المخرجة الإثيوبية أدوجنا ديبيلا في مقدمة كتابها الدليل، وُلدت القهوة الإثيوبية في الغابة ، ومما يثير الدهشة أنها لا تزال تتواجد هناك.
وتعد غابات البن هذه موردًا فريدًا وقيِّمًا، حيث توفر سبل عيش مستدامة لآلاف العائلات وتعمل كبنك وراثي طبيعي للأجيال القادمة من خبراء القهوة، وهو ما يجعل من حمايتها أهمية قصوى.
ووفقًا لتوجيهات البرنامج، فإن حماية غابات البن الإثيوبية هي أيضًا مسألة ترويج للبن المزروع داخل تلك الغابات في الأسواق الدولية.
جهود دولية لحماية قهوة الغابات
وخلال شهر يوليو/تموز الماضي، قدمت العديد من الجهود من قبل كبري الشركات العالمية، التي تهتم بمنتج القهوة خاصة قهوة الغابات، وأجريت العديد من الدراسات خلال السنوات الماضية، عبر مؤتمرات ومهرجانات لمناقشة أهمية القهوة الإثيوبية والتصدي للتحديات التي تواجه عملية إنتاجها عالميا.
وكانت شركة تجارة القهوة "فالكون كوفي"، ومقرها المملكة المتحدة قد أبرمت شراكة مع "تكنوسيرف" في المشروع الترويجي، والتي ستقوم بطباعة وتوزيع الدليل على المحمصات، وفقًا لإعلان صحفي من شركة تكنوسيرف.
يسلط الكتاب والخريطة التفاعلية الضوء على المناطق الغنية بالقهوة في غرب إثيوبيا.
وفي عام 2009 دعمت شركة فالكون كوفي 47 مجموعة زراعية في إثيوبيا، تمثل أكثر من 100 ألف شخص، من خلال توفير الضمان المالي لهم حتى يكونوا مؤهلين للحصول على الائتمان لأول مرة في حياتهم.
ووفق البيانات الدولية لمنتجي القهوة، تعد إثيوبيا أكبر منتج للقهوة في أفريقيا، وتأتي في المرتبة الثالثة عالميا، بإنتاج يتراوح بين 4 و5 ملايين جوال، حيث تنتج إثيوبيا مجموعة واسعة من القهوة، ويتميز إنتاج كل منطقة بخصائص مميزة للغاية، مما يجعلها الأفضل والأكثر طلبا في العالم.
وتستفيد إثيوبيا من ظروف النمو المتنوعة الموجودة في جميع أنحاء البلاد، مع ارتفاعات تتراوح ما بين 1200 إلى 2750 مترا ، ومعدل هطول الأمطار سنويا الذي يقدر بحوالي 2000 ملم ودرجات حرارة تتراوح ما بين 15 و25 درجة مئوية.
ويؤدي تنوع المناخ فيها والارتفاع المتنوع إلى إنتاج القهوة من مناطق مختلفة وتمتاز تبعا لهذا التنوع بخصائصها الفريدة.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز