بعد جفاف 16 عاما.. الفيضانات تعيد الحياة لبحيرة إثيوبية
إثيوبيا تشهد هذا العام أمطارا غزيرة في عدد من الأقاليم، أحدثت فيضانات تسببت في العديد من الخسائر بالممتلكات ونزوح كبير للمواطنين.
لم تكن الفيضانات التي تشهدها عدد من دول شرق أفريقيا جراء الأمطار الغزيرة، كلها مدمرة، رغم جسامة الأضرار في بعض الدول ومنها السودان، لكن في إثيوبيا كان للفيضانات وجه إيجابي ببعض المناطق شرق البلاد.
وأعادت الفيضانات التي تشهدها إثيوبيا في خريف هذا العام، الحياة إلى بحيرة "هارومايا" في إقليم هرر شرق إثيوبيا بعد نضوب وجفاف صاحب البحيرة لنحو 16 عاما.
وتبعد بحيرة "هارومايا" عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 520 كم، فبعد أن صاحبها الجفاف والنضوب منذ العام 2004، متأثرة بالتغيرات البيئية والمناخية منذ تلك الفترة، ها هي فيضانات هذا العام تعيد إليها الحياة والحيوية.
وتشهد إثيوبيا هذا العام أمطارا غزيرة في عدد من الأقاليم، أحدثت فيضانات تسببت في العديد من الخسائر بالممتلكات ونزوح كبير للمواطنين.
وقال ألمشت تشومي، مدير العلاقات العامة بجامعة هارومايا، لـ"العين الإخبارية"، إن بحيرة "هارومايا" آخذة في التعافي من الجفاف الذي صاحبها منذ 16 سنة، مشددا على ضرورة الحفاظ على استدامة هذا التعافي من خلال القيام بأنشطة تساعد على محاربة التلوث البيئي حول البحيرة.
وأوضح تشومي، أن الفيضانات التي تشهدها البلاد في موسم الأمطار هذا العام أحدثت أضرارا كبيرة لكننا في مدينة "هارومايا" نعتبرها مفيدة، حيث أعادت الحياة للبحيرة التي كانت تتمتع بها المدينة.
وتابع أن إدارة المدينة بالتعاون مع الجامعة شرعت في عدد من المشاريع لاستعادة البحيرة مكانتها قبل 61 سنة.
ولفت تشومي إلى أن إدارة المنطقة شرعت في تنظيف حوض البحيرة الذي طالته الأوساخ، مضيفا أن مشروع نظافة المنطقة المحيطة بالبحيرة تم بإشراك سكان المنطقة ويهدف للحفاظ على البيئة عموما والبحيرة على وجه الخصوص.
وأشار المسؤول إلى أن جفاف البحيرة ترتبت عليه أضرارا كبيرة على المزارعين بالمنطقة، لأنها كانت مصدر رزق للصيادين وكذلك العاملين على القوارب والمزارعين الذين يعتمدون في زراعتهم عن طريق الري في موسم الجفاف.
وأضاف: يوجد داخل البحيرة أكثر من 970 ألف مضخة مياه تزود المزارعين المحليين بالمياه طوال ساعات اليوم.
ونوه إلى أن البحيرة كانت أيضا مصدرا لمياه الشرب لبعض المواطنين بمدينة هرر التاريخية بشرق البلاد، فضلا عن اعتماد مصنع "بير" المشهور بالمنطقة على مياه البحيرة.
وحث المسؤول، الخبراء والمختصين على المشاركة في استعادة العمل الجاد على 15 ألف هكتار من الأراضي من أجل إعادة تأهيل بحيرة "هارومايا".
وكان وزير الري والمياه والطاقة الإثيوبي، سلشي بقلي، وصف في وقت سابق الفيضانات التي تشهدها بلاده هذا العام بالمختلفة جدا عن الأعوام السابقة، مؤكدا أنها تحدث كل 100 سنة.
وقال إن فيضانات هذا العام تختلف بصورة كبيرة نتيجة للأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد بصورة فاقت توقعات الأرصاد الجوية.
وأوضح المسؤول الإثيوبي، أن الفيضانات تسببت في نزوح نحو 200 ألف إثيوبي.
وتابع بقلي: "روافد نهر النيل التي تصب في بحيرة تانا بإقليم أمهرة زادت بشكل لافت وغير مسبوق، ما زاد منسوب المياه في البحيرة"، مؤكدا أن الحكومة الفيدرالية بالتعاون مع حكومة الإقليم تقوم بالاحتياطات اللازمة من أجل تفادي الأضرار.
وأشار إلى أن نهر جبي وداسنش بجنوب البلاد هو الآخر خرج عن مساره الطبيعي وأغرق عددا من المناطق جنوب البلاد.
ومطلع الشهر الجاري أغرقت مياه فيضانات نهر أواش العديد من المناطق في إقليم أوروميا الإثيوبي، بعدما ارتفع منسوب المياه بشكل كبير، ما تسبب في تشريد مئات الأسر، إلى جانب غمر المياه لمئات المنازل.
وأظهرت الصور الواردة من المناطق التي غمرتها المياه أوضاعا مأساوية للمتضررين والنازحين من الفيضانات بنهر أواش، بعد خروج النهر عن مساره وغمر المياه لمناطق عدة في إقليم أوروميا.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز