سوق التوابل الإثيوبية.. تجارة مربحة وحراسة للإرث القديم

العمل في بيع التوابل والأغذية التقليدية والشعبية لا يعتمد على الربح والكسب فحسب، بقدر ما هو مجال يعتني بالحفاظ على التقاليد

"هذه سوق لا تغلق ولا يمكن الاستغناء عنها.. نحن نربح بالفعل لكن الأمر لا يتعلق بالتجارة فقط، هنا يجد الإثيوبيون إرثهم القديم ونحن نحرسه"، بهذه الكلمات عبرت تاجرة في أحد أسواق التوابل الإثيوبية عن رؤيتها لمكانة هذه الأسواق بين الشعب الإثيوبي. 

• تجار إثيوبيا للمواطنين: "نحن بجانبكم.. الأسعار ثابتة رغم كورونا"
• إثيوبيا وإيطاليا توقعان اتفاقية تنموية بقيمة 28.7 مليون يورو
  

وتزخر إثيوبيا بالعديد من أسواق التوابل التي تتعدد منتجاتها وتتمايز بينها بسمات القوميات الإثيوبية المختلفة.

وتقول أكسوماوت هيل ميكائيل، صاحبة متجر لبيع التوابل والمواد الغذائية التقليدية: "الطبق الإثيوبي ليس مجرد وجبة غذائية.. أنت دائما على موعد مع الرائحة والمذاق المميزين.. لهذا تلعب التوابل دورا محوريا".

وأوضحت ميكائيل لـ"العين الإخبارية" أنها تعمل في مجال يدر لها ربحا جيدا، وتعرف أن مثل هذه السوق لا يمكن أن يغلق لأهميته وارتباطه بالثقافة الغذائية للشعوب الإثيوبية. 

وأضافت "عملنا في بيع التوابل والأغذية التقليدية والشعبية لا يعتمد على الربح والكسب فحسب، بقدر ما هو مجال يعتني بالحفاظ على التقاليد الخالدة للنكهات المميزة في المطبخ الإثيوبي". 

رحلة عبر الزمن تحمل رواد هذا السوق "سوق التوابل" أو "البازار" كما يعرف عند الكثيرين، حيث تفوح، على طول أمتار، رائحة التوابل الممزوجة برائحة القهوة الإثيوبية وإن طغت رائحة الشيرو (خليط من المواد تعد في إثيوبيا بطريقة خاصة) والبربري أي الفلفل الحار. 

وتشكّل الأنواع المعروض بالسوق توليفة بنكهة تجتمع عندها الحضارات والثقافات الغذائية للشعوب والقوميات الإثيوبية التي تجاوزت الـ80 قومية.

وتابعت هيلي أن المجتمع الإثيوبي بطبيعته يتوارث عاداته وأفكاره عبر الأجيال، لذا يعتبر العمل في المنتجات المحلية أمرا يحتاج إلى خبرة كافية لإعداد منتج طبيعي وصحي وخالٍ من الكيماويات وطازج بقدر الإمكان.  

وأشارت إلى أن المجتمع الإثيوبي لم يتأثر كثيرا بالثقافات الغذائية الأخرى للشعوب الأخرى، لكن مع زخم وشواغل الحياة يحتاجون إلى من يجهز ويوفر لهم المواد بشكل أكثر جاهزية.  

وتابعت "لذا أصبحت تجارة وتجهيز التوابل الإثيوبية بشكلها التقليدي أمرا حتميا ومربحا في ذات الوقت" .

ولفتت إلى أنها حاليا تجهز هذه التوابل من البهارات والمأكولات الشعبية كالشيرو وغيره بكميات كبيرة لزيادة الطلب خاصة من الخارج.