"الواشنت".. آلة موسيقية إثيوبية تقاوم الاندثار
رغم قدمها لا يزال العمال يستخدمون آلة الواشنت في مختلف مواقع العمل بالأرياف والمناطق الزراعية والرعاة كنوع من الترفيه.
يعتز الشعب الإثيوبي بموروثه الثقافي، خاصة الأدوات التراثية، ومنها آلة الواشنت الموسيقية التقليدية التي تعود لمئات السنين، لكنها تقاوم الاندثار.
ورغم قدمها، لا يزال العمال يستخدمون الواشنت في مختلف مواقع العمل بالأرياف والأراضي الزراعية كنوع من الترفيه.
وانتقلت آلة الواشنت إلى المدن الإثيوبية بعد أن تعلم العديد من الإثيوبيين العزف عليها، وهي تصنع من الخيزران والقصب الجاف.
وتعتبر تلك الآلة سهلة التصنيع بسيطة التركيب وتصدر صوتا مميزا جدا.
وتوجد أصناف وأشكال متعددة من آلة الواشنت بثقوبها التي يضع عليها المستخدم أصابعه ويحركها وفق النغمات والأصوات التي يعزفها، وبحبس تلك الثقوب تصدر الآلة أصواتا ونغمات مختلفة.
ولا يوجد تصميم موحد للأدوات الموسيقية التقليدية الإثيوبية، حيث يحمل بعض العازفين معهم عشرات الآلات من الواشنت، بأشكال مختلفة.
وتشبه الواشنت، آلة الفلوت، وعادة يتعلم الصبية الصغار كيفية العزف عليها لتأدية أغانيهم الإثيوبية الكلاسيكية المفضلة.
تاريخ عريق
ويعود استخدام آلة الواشنت إلى مئات السنين، ضمن الآلات الموسيقية التقليدية القديمة التي نشأت منذ عهد القديس يارد الإثيوبي، وهو موسيقي أسطوري ينسب إليه الفضل في ابتكار تقاليد الموسيقى المقدسة للكنيسة الإثيوبية، ولد في 25 أبريل 505 م، بمدينة أكسوم الإثيوبية وتوفي في 20 مايو 571 م.
وكانت الواشنت تستخدم ضمن آلات تقليدية شعبية متنوعة، بينها الماسنقو والكيرار.
وورث معظم من يعزفون على تلك الآلة مهارة العزف عن آبائهم، خاصة في المناطق الريفية، وقد بادر عدد منهم لتعليمها للآخرين.
من جانبه، قال تفري أسفا، محاضر بكلية يارد للموسيقى في جامعة أديس أبابا، إن الأوركسترا الإثيوبية وهي فرقة تضم أعضاء من مختلف أنحاء البلاد استخدمت قديما كل هذه الآلآت الموسيقية التقليدية.
ويارد للموسيقى هي أول مدرسة للموسيقى بإثيوبيا تم تأسيسها عام 1954 كمؤسسة تعليمية مملوكة للدولة بالتعاون مع وزارة التعليم والفنون الجميلة في إثيوبيا.
وتقدم مدرسة يارد للموسيقى دورات تدريبية لمن يرغب في تعلم العزف على استخدام الآلات التقليدية.
وأوضح أسفا أنه تم استخدام هذه الآلة وغيرها الكثير في المزامير الدينية بالكنيسة، وفي الاحتفالات وحفلات الزفاف والجنازات وغيرها من المناسبات الاجتماعية في مختلف المجتمعات في إثيوبيا.
وأضاف أن الموسيقى عنصر مهم في ثقافة المجتمع وأسلوب حياته، فهي تعد ضمن الأنشطة اليومية لدى المجتمعات المحلية في كل مناطق إثيوبيا.
فيما قالت الصحفية الإثيوبية هويت أببي إن العزف على آلة الواشنت يعد نشاطًا مفضلاً في المناطق الريفية من إثيوبيا، حيث يتعلم الصبية الصغار كيف يؤلفون أغانيهم الإثيوبية الكلاسيكية.
وأضافت أن معظم الموسيقيين الذين يعزفون على هذه الآلات تعلموا مهارة العزف عليها من أقربائهم.