إثيوبيا تنظم أول منتدى لتعزيز علاقات شعبي أمهرة وتيجراي
منتدى حواري بأديس أبا هو الأول من نوعه يهدف لتجسير هوة الخلاف بين إقليمي أمهرة وتيجراي اللذين شهدا توترات سياسية مؤخرا
نظمت وزارة السلام الإثيوبية بالتعاون مع المجلس الاستشاري لقادة المجتمع والأعيان بإثيوبيا، المنتدى الحواري الأول، اليوم الخميس، بأديس أبابا، الذي يهدف لتجسير هوة الخلاف بين إقليمي أمهرة وتيجراي.
وشهد الإقليمان الإثيوبيان مؤخرا توترات سياسية، انعكست على علاقات شعبي الإقليمين خلال الفترة الماضية.
ويهدف المنتدى إلى تقريب وجهات النظر حول الخلافات الحدودية بين الإقليمين لإيجاد أرضية لحل الخلافات واستعادة العلاقات الطبيعية بين شعبي الإقليمين أمهرة وتيجراي.
يذكر أن مناطق بشمال إثيوبيا ظلت تشهد اضطرابات سياسية منذ عامين، خاصة المناطق الحدودية بين إقليمي أمهرة والتجراي، وتسببت تلك الأحداث في إغلاق الطرق الرئيسية بين الإقليمين، فضلا عن بعض الاتهامات المتبادلة بين قادة الإقليمين.
حضر المنتدى الحواري الأول بأديس أبابا، وزيرة الدولة بوزارة السلام ألماز مكونن، ودانئيل جبرسلاسي نائب المجلس الاستشاري لقادة المجتمع والأعيان بإثيوبيا، وقادة ممثلون لشعبي أمهرة والتجراي.
كذلك شارك في المنتدى عدد من القيادات الشعبية والأعيان من الأقاليم الأخرى، ومدينتي أديس أبابا وديرداوا شرق البلاد، ولفيف من كبار المثقفين والأكاديميين من مختلف الجامعات بالبلاد، بالإضافة إلى منظمة "العدالة للجميع" الإثيوبية التي شاركت في تنظيم المنتدى.
وشعبا أمهرة وتيجراي هما من الشعوب الرئيسية بإثيوبيا، ويرتبطان في التاريخ والحضارة والدين لتجاورهما، فهما من إقليمي أمهرة وتيجراي شمال إثيوبيا.
وقالت وزيرة الدولة بوزارة السلام ألماز مكونن، في الكلمة الافتتاحية بالمنتدى، إن الحوار بين كبار قادة المجتمع والأعيان والشيوخ بين شعبي تجراي وأمهرة أمر مهم، ويهدف إلى توطيد العلاقات التاريخية والحضارية والدينية التي خلدها شعبا أمهرة وتيجراي.
ولفتت المسؤولة إلى الأواصر التاريخية والعلاقات بين شعبي أمهرة وتيجراي، وقالت: "شعبا أمهرة وتيجراي تربطهما علاقات في مختلف المجالات من اللغة والجوار، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بهذه العلاقة".
وأضافت أن هناك مجموعات معروفة وصفتهم بـ"رجال أعمال الصراع" تدعو دائما إلى الحرب، مؤكدة أن كل القضايا والنزاعات تحل بالحوار والنقاش والمشاركة.
وأشادت بدور النظام التقليدي في حل الصراعات في إثيوبيا، مؤكدة أهمية استمرار مثل هذه النقاشات والمنتديات لحل مشاكل شعبي المنطقة.
ولفتت إلى عقد منتدى مماثل بمشاركة المثقفين من كلا المنطقتين في مدينتي بحردار ومقلي قريبا.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" قال دانئيل جبرسلاسي، نائب المجلس الاستشاري لقادة المجتمع والأعيان بإثيوبيا، إن المجلس يعمل على حل الخلافات وإطفاء الحرائق واستتباب السلام بين المجتمعات.
ولفت إلى أن مطالب ترسيم الحدود بين إقليمي أمهرة وتيجراي كانت أحد أسباب الأزمة بين شعبيهما.
وأضاف جبرسلاسي: "ناقشنا اليوم القضايا الإقليمية لتحديد الأدوار بين السياسيين والمثقفين وقادة المجتمع والأعيان والشباب".
وتابع: النزاعات التي تنشب دائما بين المجتمعات تقف خلفها أيادٍ (لم يسمها) لا ترغب في استقرار البلاد وتدعو دائما إلى الحرب.
وأكد أن المجلس يعمل دائما من أجل خلق بيئة ملائمة للعيش المشترك، لافتا إلى دوره في العمل والمساعدة حتى لا يفكر الناس بالاقتتال والتناحر، وعدم هدم الحضارة الطبيعية والإنسانية التي قام بها شعوب المنطقة وخلق منبر للتشاور من خلال قادة المجتمع والأعيان بإثيوبيا.
واختتم جبرسلاسي تصريحاته بالقول إن "المجلس مكمل لعمل الجهات الرسمية بسد الفجوة فيما لا تقوم بها العملية الإجرائية القانونية والسياسية، ونحلها عبر القيم الثقافية التي ورثناها أبا عن جد".
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز