مسح الأحذية.. حيلة نسائية لمواجهة الفقر في إثيوبيا
نساء إثيوبيات يواجهن الفقر بالعمل في مهنة مسح الأحذية في شمال البلاد، وبالتحديد بمدينة بحر دار حاضرة إقليم أمهرة
لم تقتصر مهنة مسح الأحذية على الرجال في إثيوبيا كما هو حال المجتمعات والبلاد الأخرى، حيث إن هناك نساء جعلن من تلك المهنة مصدر رزق لهن إلى جانب الرجال خاصة بمدينة بحر دار.
في شمال إثيوبيا وبالتحديد بمدينة بحر دار حاضرة إقليم أمهرة، تعمل نساء إثيوبيات في مهنة مسح الأحذية التي ظلت مقصورة على الرجال.
وتقول ورقألم أيشو إنها تعمل بمهنة مسح الأحذية، منذ عام كمصدر رزق تنفق منه على نفسها.
وأوضحت أيشو لـ"العين الإخبارية" أنها لم تنل حظها من التعليم بالصورة التي تؤهلها للعمل كموظفة أو أي مهنة أخرى حيث تركت الدراسة من العام الخامس بالمرحلة المتوسطة لظروف خارجة عن إرادتها، وقالت: "أنا من مدينة دبرتابور شمال أمهرة ولم أستطع مواصلة تعليمي وجئت إلى بحر دار بحثا عن عمل ولم أجد سوى مهنة مسح الأحذية".
ولفتت إلى أن المجتمع ينظر إلى الفتيات اللاتي يعملن في هذه المهنة بصور مغايرة للرجال، وقالت: "أصدقائي أشاروا لي بأن أتكسب من هذه المهنة لكن أسرتي ليست على علم بأنني أعمل بهذا المجال".
وأضافت: "هذا العمل يدر علي ربحا لا بأس به، وأصرف منه على متطلباتي وأرسل لأسرتي وأدخر ما تبقى"، مشيرة إلى أن دخلها اليومي حوالي 150 برا إثيوبيا (3.5 دولار).
وتابعت أيشو: "أنا أفضل هذه المهنة على أن أصبح خادمة في المنازل، فهنا أتمتع بحرية وهي أول مهنة تعرفت عليها بعد فشلي في مواصلة الدراسة".
وأكدت: "أخطط أن أستمر بهذه المهنة لعامين حتى أوفر أموالا لألتحق بالجامعة الخاصة، والوضع الآن اختلف، فالناس في مدينة بحر دار أصبحوا لا يستغربون من مهنة ماسحات الأحذية لوجود عدد كبير من السيدات والفتيات يعملن في هذه المهنة بخلاف المدن الأخرى".
وقالت: "العمل الخاص أفضل من أي شيء آخر وليس هناك عمل أفضل من أن تعمل بحرية، وبالرغم من أن كثيرا من الناس يستهينون بمهنة مسح الأحذية ويعتبرونها مهنة هامشية، إلا أن هذا العمل محترم لأننا نوفر كل احتياجاتنا من خلاله".
وتعد "بحر دار" المدينة الثانية في إثيوبيا بعد العاصمة أديس أبابا، من حيث السياحة وأهميتها الجغرافية، فهي تربط العاصمة بالمنطقة الشمالية للبلاد.
والمدينة التي تقع على بعد 560 كيلو مترا عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تضم ضمن معالمها السياحية بحيرة تانا منبع النيل الأزرق، فضلا عن أنها حاضرة إقليم أمهرة شمال البلاد.