احتفالات إثيوبيا بـ"عيد الصليب".. مهرجان ديني في ثوب وطني
المسيحيون الإثيوبيون يحتفلون بعيد الصليب بوسط العاصمة أديس أبابا؛ من خلال مهرجان كبير يقام بحضور حاشد على الصعيدين الشعبي والرسمي
أحيا أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، مساء السبت، احتفالية "داميرا" عشية عيد الصليب، المعروف محلياً بـ"مسقل"، بمشاركة بابا الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، الأنبا ماتياس، ورئيسة إثيوبيا ساهلي ورق زودي، في ميدان "مسقل" بوسط العاصمة أديس أبابا.
ويحتفل المسيحيون الإثيوبيون بعيد الصليب في ميدان الصليب بوسط العاصمة أديس أبابا؛ من خلال مهرجان كبير يقام بحضور حاشد على الصعيدين الشعبي والرسمي.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت ضمن خطتها الهادفة للعودة التدريجية للحياة قرارا بإقامة احتفالات عيد الصليب "مسقل"، وفق الإرشادات الصحية والإجراءات الاحترازية، وحددت عدد المشاركين بـ5 آلاف مشارك لمنع تفشي وباء كورونا، حيث عادة ما كان يشارك في الاحتفال وسط العاصمة أكثر من 500 ألف مشارك من داخل البلاد وخارجها.
وشهد احتفال هذا العام إجراءات أمنية مشددة، حيث أكدت الشرطة الإثيوبية أنها حصلت على معلومات تؤكد سعي عناصر مناوئة للسلام للقيام بعمل تخريبي مستغلة احتفالات الأعياد الدينية خلال هذه الأيام.
وتضمن الاحتفال الرئيسي الذي أقيم بميدان الصليب في وسط العاصمة إيقاد شعلة كبيرة يطلق عليها "داميرا" وسط مشاركة محدودة من المسيحيين خاصة أتباع الكنيسة الأرثوذكسية بحثا منهم عن إشباع روحي وسياحة نفسية من خلال سماع الترانيم والتراتيل الدينية التي تنتظم في المهرجان.
وشهد الاحتفال طقوسا وعادات دينية وفقرات قدمتها الكنيسة، حيث قام الكهنة الذين يرتدون الملابس المنقوشة ويحملون الصليب الفضي بالرقص مع أتباعهم وهم يرددون الترانيم والأناشيد الروحية وعلى أيديهم المشاعل، بينما على الطرف الآخر ارتدى طلاب مدارس الأحد الملابس الإثيوبية التقليدية البيضاء حاملين رايات بها العلم الإثيوبي والصليب.
وقدموا عروضا فنية تخللتها أناشيد وترانيم دينية يلهبون بها حماس الجماهير التي احتشدت بهذه المناسبة التي يعدها الإثيوبيون مناسبة دينية ووطنية في آن واحد.
وشهد الاحتفال عروضا موسيقية من الشرطة الفيدرالية في مشاركة رسمية إلى جانب الحضور الكبير من البعثات الدبلوماسية خاصة الغربية.
ويبدأ المسيحيون عيدهم بقداس، السبت، الذي يستمر حتى وقت متأخر من الليل ولا يعودون إلى بيوتهم قبل الساعة الـ3 صباحاً، ويأكلون اللحوم بعد العودة.
ويُقبِل المسيحيون في هذا العيد على شراء الخراف والأبقار والدجاج، كما يُعدِّون شعلة "داميرا" من الحطب والعصي الصغيرة والقش.
وفي كل عام، يحتفل المسيحيون الأرثوذكس الإثيوبيون والإريتريون بعيد خاص في 28 سبتمبر/ أيلول (كان من الممكن أن يكون يوم 29 سبتمبر/ أيلول، لو كانت السنة كبيسة) يُدعى مسقل.
والاحتفال بعيد الصليب "مسقل" تم الاعتراف به كتراث عالمي غير ملموس من قبل اليونسكو في عام 2018.