صيانة و"تجميل" السيارات.. أحدث مهن النساء في إثيوبيا
إكرام إدريس وفرت فرص عمل للمرأة عبر ورشتها وساهمت في إدخال عمل جديد وحديث في قطاع صيانة السيارات في إثيوبيا
رغم كونه عملا شاقا ويحتاج إلى جهد كبير لم تقتصر مهنة صيانة وطلاء السيارات على الرجال فقط في إثيوبيا، حيث امتهنها كل من إكرام إدريس ونجاة نوري في سبيل البحث عن حياة كريمة لهما ولأسرتهما.
قبل 4 سنوات قررت إكرام إدريس كسر السائد في مجتمعها وفتح ورشة لصيانة وطلاء السيارات، بعد أن بدأت العمل في التجارة من خلال بيع قطع غيار السيارات منذ قرابة عقدين من الزمان إلى جانب زوجها الذي سبقها في المهنة.
وقالت إكرام لـ"العين الإخبارية": "بدأت حياتي في بيع قطع غيار السيارات منذ 25 عاما إلى جانب زوجي الذي شجعني في دخول سوق العمل"، وأضافت: "من خلال احتكاكي بالعاملين في صيانة وطلاء السيارات تعرفت على الكثير من عملهم".
وأوضحت إكرام: "وقتها أصبحت تراودني فكرة أن أعمل في هذا المجال، وبالفعل بدأت في صيانة وطلاء السيارات وأطلقت على ورشتي اسم (ورشة حياة لصيانة وطلاء السيارات)"، مشيرة إلى أن المجتمع الإثيوبي أصبح يتقبل عمل المرأة في هذا المجال بعد أن كان حكرا على الرجال.
ولفتت إلى أنها شاركت في عدد من الدورات التدريبية والورش المحلية التي دفعتها بقوة لاتخاذ القرار بفتح محل لصيانة السيارات.
وكشفت عن رغبتها في إطلاق مبادرة لإنشاء مركز تدريب مجاني لصيانة وطلاء السيارات للفتيات المتخرجات في مختلف جامعات إثيوبيا في مجال الهندسة الميكانيكية، وقالت: "أصبحت أمتلك خبرة عملية في صيانة السيارات وتزيينها بالإكسسوارات، وأحب أن أشارك الأخريات من الإثيوبيات بخبرتي وأشجعهن على ولوج هذا المجال".
وأضافت: "هذا المجال لم تشارك فيه المرأة بشكل كبير، ولكن لو عملت فيه أكثر ستحقق أكثر مما يقوم به الرجال وخاصة مجال تجميل وطلاء السيارات لأن ذلك ما يناسب المرأة وتميل إليه".
وحظيت إكرام إدريس، وهي أم لولد وبنت، بتأييد عائلتها خاصة زوجها الذي دعمها بقوة للانخراط في هذا المجال، حتى أصبحت نموذجا للمرأة العاملة والمبتكرة.
ونالت إكرام العديد من الدورات التدريبية وشاركت في ورش خارج البلاد في أكثر من بلد من بينها الولايات المتحدة وكينيا ودول أوروبية وفق إفادتها .
وعبرت نجاة نوري، مهندسة ميكانيكية، عن سعادتها في العمل بمجال صيانة وطلاء السيارات، وقالت: "أعمل في صيانة وطلاء السيارات وأنفذ ما درسته في الجامعة باستخدام تكنولوجيا حديثة".
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "هذا المجال جذاب ورائع وسهل وليس به صعوبات ولا يتعارض مع طبيعة المرأة، حيث توجد به مساحة للابتكار والإبداع، وأنا سعيدة بعملي".
وتعمل نجاة نوري في ورشة صيانة وطلاء السيارات التي تمتلكها إكرام إدريس، وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وتابعت نوري: "أعتقد أن مهنة صيانة وطلاء السيارات صعبة إذا مورست بشكل تقليدي، لكن إذا طبقنا العمل بشكل علمي وحديث يمكن للسيدات أن يعملن بها دون أي مشقة"، مضيفة: "توجد أجهزة سهلة التناول والاستخدام وهو ما يبسط العمل الفني في هذا المجال".
وأكدت أن إكرام إدريس وفرت فرص عمل للمرأة عبر ورشتها وساهمت في إدخال عمل جديد وحديث في قطاع تجميل السيارات في إثيوبيا.
وتابعت: "نحن لا نكتفي بتلوين وطلاء السيارات وتجميلها وتغيير لونها فحسب وإنما نقوم أيضا بتحسين وصيانة الجوانب الكهربائية في السيارة".