بالصور.. يمنية تقدم دروسا في قيادة السيارات لدعم أسرتها
بعد أن عملت مدرسة على مدار 30 عاما، اضطرت نبيلة عبدالله إلى بدء مشروع لتعليم النساء وتدريبهن على قيادة السيارات
على غرار ما يفعله آلاف من موظفي الحكومة اليمنية الذين لم يعودوا يحصلون على الأجور، اضطرت نبيلة عبدالله للبحث عن مصدر جديد للرزق ووسيلة بديلة لتغطية تكاليف المعيشة الضرورية.
وبعد أن عملت مدرسة على مدار 30 عاما، اضطرت نبيلة عبدالله إلى بدء مشروع لتعليم النساء وتدريبهن على قيادة السيارات باستخدام سيارتها الخاصة، وهي الجائزة الوحيدة التي حصلت عليها من وظيفتها الحكومية.
ولم يتقاضَ زوجها، وهو موظف حكومي، راتبا منذ سنوات، ويمكث في المنزل بسبب إصابته بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وأصبحت نبيلة الآن العائل الوحيد لأسرتها المكونة من أربعة: الزوج وثلاثة أطفال.
وقالت "نظرا لما مشينا فيه 3 سنوات بدون رواتب.. وانقطاع الرواتب عمل لنا أزمة في الحياة نفسها ما قدرنا ندرس عيالنا ما قدرنا نعيش حياتنا زي الناس.. ما هي عيشة فاضطرينا نفتح المشروع طبعا هذا المشروع خاص بالنساء".
وليس من الغريب رؤية النساء وهن يقدن السيارات في صنعاء، لكنهن يتعرضن أحيانا للمضايقات وهن خلف عجلة القيادة من راكبي الدراجات النارية المراهقين على الطريق.
واستمر انقطاع الرواتب الحكومية لسنوات في اليمن، حيث كان ضمن حلقات الصراع اقتتال الأطراف للسيطرة على البنك المركزي وتجريف موارد البلاد لتمويل الحرب.
وأسفرت الحرب الأهلية في اليمن على مدار ما يقرب من أربع سنوات التي تحارب فيها حركة الحوثي الحليفة لإيران ضد حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية، عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت كذلك الملايين إلى شفا المجاعة.
وقال الخبير الاقتصادي أحمد شماخ إن ما يحتاج إليه الناس هو تقديم الدولة السلع الأساسية بأسعار معقولة.
لكن، في الوقت نفسه، بالنسبة لنبيلة الله والكثيرين من أمثالها، فإن محاولة التصريف وتدبير الأمر بشكل ارتجالي هو الطريقة الوحيدة للاستمرار.
وقال شماخ إن الكثير من الناس اضطروا إلى تحويل ما بحوزتهم أو مواردهم إلى أعمال تجارية صغيرة للاستفادة منها.
على الرغم من أن الطالبات لا يمنحن تراخيصهن في المركز التعليمي، لكنهن يحصلن على مساحة آمنة لتعلم القيادة قبل الانطلاق لإجراء اختبار قيادة والحصول على رخصة التسيير.
وتقوم نبيلة عبدالله بتعليم بين خمس إلى 10 طالبات شهريا، تدفع كل منهن 25000 ريال (100 دولار) للدورة التي تستغرق مدتها 10 ساعات كاملة.
وتنقسم الدورة إلى ثلاث ساعات من الممارسة الكتابية والنظرية وسبع ساعات من الممارسة العملية داخل السيارة.
وقالت متدربة تدعى هيفاء عبدالسلام "المرأة تحتاج دائما.. لا تحتاج فقط للتعليم.. تحتاج لمهارات أخرى ومنها طبعا القيادة عشان أكون معتمدة على نفسي وما ألجأ للمواصلات العامة لأنه بنحصل مضايقات كبيرة".