"غرار".. شجرة تتحول إلى "قاعة مؤتمرات" في إثيوبيا
شجرة "غرار" في محلية فارطا بإقليم أمهرة شمالي إثيوبيا تتسع لأكثر من 2000 شخص، مما حدا بسكان المنطقة إلى أن يحولوها لمقر للاجتماعات
تزخر إثيوبيا بالعديد من الآثار والمواقع التاريخية التي تحكي عن حضارة هذا البلد، ولا يقتصر الأمر على الأحجار بل تعدى ذلك إلى الشجر أيضا، وهو ما تؤكده قصة شجرة عتيقة شمال البلاد حولها سكان المنطقة إلى موقع ومقر رئيسي لتنظيم احتفالاتهم واجتماعاتهم.
وتتسع شجرة "غرار" في محلية فارطا بإقليم أمهرة شمالي إثيوبيا لأكثر من 2000 شخص، مما حدا بسكان المنطقة إلى أن يحولوها لمقر للاجتماعات العامة والمناسبات القومية.
وقالت يدنق أراجي، مسؤولة مكتب السياحة والثقافة بمنطقة فارطا بإقليم أمهرة، إن إدارتها تعمل على تعزيز السياحة من خلال المحافظة على المكتسبات الثقافية والاجتماعية، مؤكدة على دور قادة المجتمع وأعيان المنطقة وما حققوه من تجارب مازالت ماثلة ولها أثرها على جيل اليوم.
وأوضحت أراجي لـ"العين الإخبارية" التي زارت المنطقة أن من ضمن تجارب سكان المنطقة، والتي مازال لها أثر إيجابي، توظيفهم لشجرة عتيقة في الاجتماعات والاحتفالات، وقالت إن شجرة "غرار" وهي من الأشجار المعمرة والعتيقة تعتبر من التراث الطبيعي في البلاد.
وأضافت أن هذه الشجرة لها ظلال ممتدة في شكل دائري يمكن أن يجتمع فيها أكثر من 2000 شخص، مشيرة إلى أنها دائرية الشكل وأشبه بقاعة المؤتمرات الحديثة ومازالت تستخدم كمقر للاجتماعات والاحتفالات لسكان منطقة ونبروش في محلية فارطا بإقليم أمهرة شمالي البلاد.
وأكدت المسؤولة أن مكتب السياحة بالمنطقة يعمل على حماية هذه الشجرة حتى لا تطالها يد السكان.
ويقدر سكان المنطقة عمر الشجرة بنحو 150 عاما، وتعرف محليا باسم "غرار" وهي من الأشجار المنتجة للصمغ العربي بحجم شجر الهشاب والمهوقني وأقرب إلى شجر السنط.
وتتميز الشجرة بكثرة فروعها وامتداداتها، حيث تتدلى فروعها وكأنما تطوق المكان، ويعود الفضل في حمايتها ورعايتها إلى أندارجي أبرا من سكان منطقة ونبروش بإقليم أمهرة.
وتقول أيالنش أبرا، أخته الصغرى، إن أبرا كان يمتلك الأرض التي نبتت بها الشجرة، وكان مهتما دائما بالأشجار الضخمة والكبيرة ويعمل على حمايتها دوما حتى الأشجار البعيدة عن أراضيه.
ولفتت إلى أن أخاها هو الذي اقترح أن تكون هذه الشجرة ملتقى للمزارعين عقب انتهاء أعمالهم.
وأضافت: "حتى المواشي والأبقار عند منتصف النهار كانت أيضا تستظل بالشجرة".
واعتبر أسوبالو دانجاو، أحد سكان المنطقة ومسؤول بالشرطة، شجرة غرار من معالم المنطقة ومعروفة أكثر من المعالم الأخرى، وقال إن تاريخ هذه الشجرة يؤرخ للمنطقة بكاملها.
وقال: "كانت هناك خطة لإنشاء طريق رئيسي عبر هذه الشجرة إلا أن سكان المنطقة اعترضوا على ذلك برغم حاجتهم الماسة للطرق المسفلتة، واستجابت الحكومة وغيرت خارطة الطريق".