الأفوكادو تغيّر نمط حياة مزارعي إثيوبيا.. السر في "الزيت"
بعد أن كان المزارعون يحصرون جهودهم في زراعة المحاصيل دون دراسة مسبقة للسوق، بدأ عدد منهم يعرف كيف يوظّف إنتاجه.
غيّرت فاكهة الأفوكادو نمط حياة المزارعين في شمال وجنوب إثيوبيا مؤخراً، عندما بدأوا ينتبهون إلى استفادة كبرى يمكنهم اقتناصها من هذه الثمرة عبر إنتاج الزيت منها.
وبعد أن كان المزارعون يحصرون جهودهم في زراعة المحاصيل دون دراسة مسبقة للسوق، بدأ عدد منهم يعرف كيف يوظّف إنتاجه من خلال التصنيع والتصدير.
الأفوكادو من الفواكه المفيدة للغاية لاحتوائها على كميّة جيّدة من الأحماض الدهنية، وتتميز بلونها الكريمي الدّسم، وتنمو في المناطق ذات البيئة الدافئة وهو ما يتوفر في مناطق جنوب وشمال إثيوبيا بهطول الأمطار الغزيرة.
وفي إطار رؤية إثيوبيا للاستفادة من المنتجات الزراعية، دخلت شركة "سامبادو" العالمية في عملية إنتاج زيوت الأفوكادو.
وشرعت الشركة الهولندية المتخصصة في تصنيع فاكهة الأفوكادو وتحويلها إلى زيوت في دراسة ميدانية على 40 كيلومتراً مزروعة بأشجار هذه الفاكهة باستخدام تكنولوجيا متطورة وتدريب 20 شاباً.
وبعد نجاح هذه الخطوة انضم حالياً 73 ألف مزارع من منتجي الأفوكادو إلى عملية التصنيع من خلال 50 مركزا للتجميع.
وقال برو ولدي، المدير التنفيذي لتنمية المنطقة الصناعية بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، إنَّ من بين الإنجازات التي حققتها منطقة يرجالم الصناعية بإقليم سيداما، تصدير منتجات الزيوت الغذائية من فاكهة الأفوكادو بهدف دعم جهود البلاد في تنمية المنتجات الزراعية، مشيراً إلى أن هذه العملية بدأت قبل 3 سنوات.
وأضاف ولدي لـ"العين الإخبارية" أن نتائج مصنع زيت الأفوكادو إيجابية للغاية، لافتا إلى أن المنطقة الصناعية ساعدت حكومة الإقليم في تغيير أسلوب حياة المزارعين وإخراجهم من الأسلوب التقليدي في مجال الزراعة إلى آفاق التصنيع والتصدير .
وأدت تجربة إنتاج الزيت من الأفوكادو إلى زيادة المساحات المزروعة منها إلى 5 آلاف هكتار.
وقديماً كانت شجرة الأفوكادو تحتاج إلى 7 سنوات حتى بداية الإنتاج، لكن الآن وبفضل الجهود العلمية الكبيرة فإن هذه الشجرة تثمر في أقل من 3 سنوات.
وتبذل جهود كبيرة لتقليص فترة جني ثمار الأفوكادو باختيار نوعية الفواكه الملائمة للتربة في إقليم السيداما، بحسب المسؤول.
ودخلت إثيوبيا هذا المجال متأخرة، إذ سبقها إلى استخدام زيت الأفوكادو دول عدة حول العالم قبل نحو 15 عاماً منها المكسيك وتايلاند.
ولا يزال إنتاج زيت الأفوكادو في إثيوبيا مقصوراً على الطعام فقط، لكن هناك خطة مستقبلية لإنتاج زيت لمستحضرات التجميل.
وتتميز المزارع الإثيوبية بوفرة الإنتاج، إذ إن الشجرة الواحدة في منطقة السيداما تثمر مرتين في السنة، بينما تثمر الشجرة نفسها في كينيا مرة واحدة سنوياً.
وصدّرت إثيوبيا الأسبوع الماضي 24 طناً من الأفوكادو إلى جيبوتي ضمن جهود الحكومة لتعزيز ودعم قطاع إنتاج وتصدير الفواكه والخضروات.