بشتلات الحياة وسواد الحزن.. آبي أحمد "يؤبّن" رفقاء الدرب
آبي أحمد ظهر متشحا بالسواد، وهو يغرس شتلات، على أرواح مسؤولين من رفقاء درب سقطوا في محاولة الانقلاب الأخيرة
توشح بسواد حزنه على فقدان إثيوبيا، خمسة من كبار مسؤولي الحكومة والجيش، من رفقاء درب ورجال يعتبرون قلاعا حصينة وركائز الأمن المحلي، أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي هزت البلاد قبل أكثر من أسبوع.
آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، الرجل الصارم الذي يقود أكبر العمليات الإصلاحية في بلد يضم أكثر من 80 عرقية، ترك العنان للحزن المطبق على ملامحه بفقدانه عددا من أعمدة الدولة.
فشل انقلاب إقليم أمهرة الإثيوبي.. القصة الكاملة
وظهر آبي أحمد وهو يغرس شتلات داخل ساحة المقر الرئيس للحكومة بالعاصمة أديس أبابا، في حركة رمزية بدت وكأنها تعبر عن تلك المفارقة الصارخة بين السواد الذي يتشح به المسؤول الإثيوبي، والخضرة الفاقعة للحديقة التي يتوسطها.
سواد يحيل على ألم الفراق، وخضرة تؤكد بأن أمل التقدم والإصلاح باق ومتجذر في الأرض كتلك الشتلات التي يزرعها.
مصاب جلل لرئيس الوزراء الذي فقد وبلاده، خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة، أقوى رجاله العسكرين، بينهم رئيس هيئة الأركان الجنرال سعري مكنن الذي لم يفارقه منذ تعيينه بمنصبه في يونيو/ حزيران الماضي، في جميع مشروعات الاصلاحات التي ينفذها آبي احمد.
كما ساهم مكنن في إعادة إصلاح وهيكلة الجيش الإثيوبي، وأرسى إصلاحات غير مسبوقة داخل المؤسسة العسكرية.
ويعتبر مكنن من رجالات الجيش الوطنيين، وله إسهامات لاتخطئها العين في تنظيم وهيكلة القوات الإثيوبية وانضباطها.
وكان الرجل لا يفارق رئيس الوزراء في كل رحلاته إلى دول الجوار، والتي كان آخرها زيارته إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في إطار وساطته لحل أزمة البلد الأخير.
لكن، وقبل أكثر من أسبوع، اغتيل مكنن في مقر إقامته بالعاصمة أديس أبابا، حيث كان في منزله مع أحد أقوى جنرالات الجيش الجنرال المتقاعد، جزاي إبرا، قائد العمليات اللوجستية السابق، بعد أن أطلق عليهما الحارس الشخصي لرئيس هيئة الأركان النار وأرداهما قتيلين.
مكنن كان حينها، يتصدى من منزله لمحاولة الانقلاب الفاشلة في إقليم أمهرة التي قادها الجنرال أسامنيو تسيجي، بعد أن قام باقتحام مقر حكومة الإقليم عبر مجموعة من مليشياته الموالية.
وأسفرت المواجهات عن مقتل حاكم الإقليم امباوجو مكنن، ومستشاره والمدعي العام.