تاريخ خلف القضبان.. أديس أبابا تفرج عن رئيس حزب "بالدراس"

أكد حزب "بالدراس من أجل الديمقراطية" الإثيوبي، الجمعة، أن السلطات أفرجت عن عدد من سجناء الحزب بينهم الرئيس إسكندر نيغا.
وذكر حزب "بالدراس" في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "السلطات الإثيوبية أفرجت اليوم عن عدد من سجناء الحزب، لم يحدد عددهم، بينهم رئيس الحزب نيغا".
- إثيوبيا تعلن إطلاق سراح سجناء معارضين بينهم مؤسس جبهة تجراي
- آبي أحمد يطلق دعوة للمصالحة والسلام في إثيوبيا
ولم يذكر الحزب أي تفاصيل إضافية.
تاريخ خلف القضبان
وإسكندر نيغا (52 عاما) ، هو صحفي وناشط حقوقي ورئيس حزب "بالدراس"، كما أنه بحسب متابعين للشأن الإثيوبي قضى وقتا من حياته السياسية وراء القضبان أطول بكثير من أوقاته خارجها.
ونيغا سياسي معارض كان بمرمى الحكومات السابقة في إثيوبيا، وواجه الكثير من المتاعب والاعتقالات والسجون بتهم عديدة آخرها الخيانة والإرهاب، عقب أحداث مقتل الفنان الأورومي هاشالو هونديسا في يونيو/حزيران 2020.
وكانت المحكمة العليا منحت زعيم حزب "بالدراس" حق الترشح في الانتخابات التشريعية التي جرت الصيف الماضي، من داخل السجن، في سابقة تحدث لأول مرة في إثيوبيا.
وينحدر السياسي المعارض من أسرة مقتدرة نال أفرادها تعليما عاليا، جعلها من العائلات المعروفة في أديس أبابا؛ فوالده من خريجي جامعة "روتجرز" الأمريكية، فيما حصلت والدته على بكالوريوس الطب من الجامعة الأمريكية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وبدأ إسكندر تعليمه الابتدائي بإثيوبيا في مدرسة ساندفورد بأديس أبابا قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ويدرس الاقتصاد في الجامعة الأمريكية.
وبعد نحو 10 سنوات تقريبا، وتحديدا في عام 1991، عاد نيغا إلى وطنه، وأسس بعد عامين فقط، صحيفة باسم "إتيوبيس" قبل أن تتوالى إصداراته للصحف مثل "أديس أبابا أسكوال"، و"ساتناو" و"منيليك".
ويعتبر أبرز مدون صحفي سياسي في إثيوبيا، لكنه يعد أيضا من أكثر الصحفيين والسياسيين الذين واجهوا السجن لنحو 10 مرات وبفترات متفرقة.
وكانت أولى تجاربه وراء القضبان في عهد الحكومة السابقة، عندما اقتيد إلى السجن ثم أفرج عنه لاحقا بعد 7 سنوات ضمن السياسات الإصلاحية التي انتهجتها الحكومة الإثيوبية سعيا منها لتخفيف حدة المظاهرات والاحتجاجات التي ظلت تشهدها البلاد من وقت لآخر.
صحيفة وحزب
وعقب خروجه من السجن، عاد إسكندر لإصدار صحيفته "إتيوبيس" الأسبوعية باللغة الأمهرية (اللغة الرسمية لإثيوبيا)، وقبل أن يستمتع بحريته شهرا كاملا أمرت الشرطة بإعادته إلى السجن في 25 مارس/آذار 2018 مع عدد من الصحفيين والسياسيين كانوا في مناسبة اجتماعية خارج العاصمة.
ووجهت السلطات للمجموعة تهم رفع علم محظور والتجمع في انتهاك لحالة الطوارئ التي أعلنها البرلمان في ذلك الوقت، عقب استقالة رئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين.
لكن اعتقال إسكندر مع عدد من السياسيين لم يستمر أكثر من 12 يوما، قبل إطلاق سراحه في 5 أبريل/نيسان من العام ذاته.
وبعد نحو عام ونصف العام من خروجه من السجن، أي في سبتمبر/أيلول 2019، قرر إسكندر تأسيس حزب سياسي أطلق عليه اسم "بالدراس.. من أجل الديمقراطية".
لكن الرجل لم يحظ بقيادة حزبه الوليد طويلا، حيث جرى اعتقاله قبل أن يكمل تشكيل الهيكل، وذلك عقب أعمال عنف شهدتها مدينة أديس أبابا ومناطق بإقليم أوروميا، احتجاجا على مقتل الفنان الأورومي هونديسا، حيث تعرض نيغا للسجن بتهمة التحريض على العنف والفوضى.
وعلى خلفية أعمال عنف، اتهمت الحكومة الإثيوبية بعض الأشخاص والقيادات السياسية بالتورط في التحريض على العنف والفوضى، وكان من بينهم نيغا الذي اقتيد إلى السجن في الأول من يوليو/تموز 2020، ولم يخرج سوى اليوم.
aXA6IDE2MC43OS4xMTAuMjM0IA== جزيرة ام اند امز