إثيوبيا تعبر "امتحان" 2021 بـ"نجاح" في "النهضة" و" تحرير تجراي"
"عام الامتحان".. هكذا مرّت سنة 2021 على إثيوبيا بلسان سلطاتها التي أكدت أنها تجاوزته بـ"نجاح"، بانتظار عام دبلوماسي مكثف في 2022.
وهو ما جاء في المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، اليوم الخميس، وواكبته "العين الإخبارية".
وقال مفتي إن "عام 2021 كان عام امتحان وضغوطات على إثيوبيا بسبب سد النهضة وحرب جبهة تحرير تجراي التي تدخلت بها القوى الخارجية".
مستدركا: "إثيوبيا انتصرت على كل المحاولات من تدويل أزمة تجراي وإبقاء ملف سد النهضة داخل البيت الأفريقي، ونجحت في إفشال كل هذه المحاولات اليائسة من الأعداء (لم يحددهم)".
ولفت المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية إلى أن بلاده "نجحت أيضا في ضبط النفس بعدم الدخول في حرب مع السودان بسبب المشاكل الحدودية التي كان هدفها جر أديس أبابا لحرب مع الخرطوم"، وفق تعبيره.
السودان والصومال
ومتابعا في الشأن الأفريقي، أردف مفتي: "ما يجري من أحداث في السودان والصومال أمر يهمنا كدول جوار، لكننا ننطلق من مبادئنا وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وتابع في الجزئية الأخيرة "لذلك نترك الحلول لهذه الدول على الرغم من أنها تهمنا كدول جوار" .
وفيما يتعلق بتقرير منظمة العفو الدولية بشأن الإثيوبيين العائدين، قال المسؤول الإثيوبي: "يمكن الإشارة لها بأنها جزء من الضغوطات".
ولفت إلى أن المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، سيصل أديس أبابا اليوم حسب زيارته، مستدركا: "لكننا لا نعلم ما يحمله في زيارته هذه من جديد".
وأمس الأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة أن فيلتمان سيعود الخميس إلى إثيوبيا، لتشجيع إجراء مفاوضات بين الأطراف المتنازعة، موضحة أنه سيلتقي مع مسؤولين حكوميين للبحث فيما يمكن أن تكون عليه آفاق محادثات للسلام.
إثيوبيا في 2022
وحول رؤية بلاده للعام الجديد، نوّه المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، بأنهم سيبذلون جهودا دبلوماسية مكثفة وبشكل واسع خلال هذا العام لشرح موقف أديس أبابا حول مختلف القضايا .
وأمس عقد مجلس الوزراء الإثيوبي برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد أول اجتماع له بموقع سد النهضة، وذلك في إطار إجراء تقييم للمائة يوم لجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وبحسب ما نقله التلفزيون الرسمي، فقد بحث الاجتماع تقييم عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية الكبرى خلال الـ100 يوم الماضية، فضلا عن تحديات الاقتصاد في ظل ما تشهده إثيوبيا من حرب شمالي البلاد ضد جبهة تحرير تجراي المصنفة إرهابية.
ومن المتوقع أن تعلن إثيوبيا خلال الأيام المقبلة عن إنتاج أول طاقة كهربائية من سد النهضة الذي بلغت فيه نسبة البناء 82% وفق تصريحات لكبار المسؤولين الحكوميين بطاقة إنتاجية قدرها 700 ميجاوات من توربينتين تغطيان 20% من احتياجات البلاد من الكهرباء.
والمفاوضات المرتبطة بسد النهضة متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
وترفض القاهرة والخرطوم إصرار إثيوبيا على ملء السد قبل التوصل لاتفاق ملزم حول الملء والتشغيل.
وتقلل أديس أبابا من مخاوف الخرطوم والقاهرة، وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب، كما تأمل أن "يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء".
وشهد اجتماع الأمس، كلمة لوزيرة التخطيط والتنمية الإثيوبية، فتسوم أسفا، عرضت خلالها أداء الاقتصاد والتحديات التي تواجه إثيوبيا اقتصاديا، وقالت إنه على الرغم من صعوبة الوضع فقد حقق قطاع الاقتصاد الكلي تقدمًا جيدًا خلال المائة يوم الماضية.
وذكرت أنه تم تحقيق عائدات مالية بلغت أكثر من 800 مليون دولار في الـ100 يوم الأولى من تجارة التصدير.