آبي أحمد يطلق مشروع "تلقيح الغيوم".. مزيد من المطر والسدود

أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مشروع استخدام تقنية "تلقيح الغيوم" لاستدرار الأمطار في بلد يعاني بين وقت وآخر من أخطار الجفاف.
وقال آبي أحمد، في كلمته بمناسبة إطلاق المشروع رسميا، السبت، إنه لا يمكن لبلاده بناء مزيد من السدود دون استخدام تقنية تلقيح الغيوم أو "البذر السحابي".
وتعتمد تقنية "البذر السحابي"، أو الاستمطار، على رصد الأجواء لمراقبة بدء تكون السحب، ومن ثم إطلاق طائرات صغيرة محملة بشعلات من كلوريد البوتاسيوم والصوديوم لتلقيح الغيوم، والذي يسهم في تعزيز كثافة السحابة وبالتالي زيادة فرص هطول الأمطار.
وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي أن التكنولوجيا السحابية ستدعم الزراعة وتساعد بشكل كبير من جهود البلاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأمن الغذائي، فضلا عن توسيع إمدادات الكهرباء للمواطنين.
وأشار إلى أن التكنولوجيا لا تتعارض مع الطبيعة، ولكنها تمثل الاستخدام الأمثل للموارد، مضيفًا أنها ستعمل على زيادة كمية الأمطار وتغيير حياة المواطنين من خلال توسيع مثل هذه الأنشطة.
وتابع أن بلاده تنفذ عددا من مشاريع الري التي تحتاج إلى مثل هذه التقنيات لزيادة كميات المياه ومواجهة الجفاف واستقرار عملية الزراعة بدلا من الاعتماد على مواسم الأمطار فقط.
وأكد آبي أحمد أنه خلال الشهرين الماضين تم تجربة ناجحة لهذه التكنولوجيا.
وتسعى إثيوبيا لإحداث نقلة نوعية في مواردها اعتمادا على توليد الكهرباء من السدود، لكنها تخوض في سبيل ذلك مفاوضات شاقة مع مصر والسودان حول سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق وتخشى القاهرة والخرطوم من تداعياته السلبية عليهما.
وتأتي تصريحات آبي أحمد قبيل جولة جديدة مرتقبة من المفاوضات الثلاثية بشأن السد في كينشاسا، السبت، برعاية جمهورية الكونغو، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
والجولة التي كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد نوه عنها في تصريحات له الأسبوع الماضي تعد بحسب مراقبين فرصة أخيرة لحلحلة الأزمة بعد أن لوحت القاهرة للمرة الأولى برد فعل يؤثر على أمن المنطقة.
وترفض مصر والسودان بدء إثيوبيا الملء الثاني للسد قبل التوصل لاتفاق ملزم، فيما تؤكد إثيوبيا عزمها على المضي قدما في تلك الخطوة بحلول موسم الأمطار في يوليو/تموز المقبل بمعزل عن سير المفاوضات.
وأجرت الحكومة الإثيوبية سلسلة تجارب ناجحة لعملية استخدام تقنيات البذر السحابي، وتلقيح السحب وتحويلها لأمطار في مناطق "غوجام، وشمال منطقة شوة، خلال الفترة الماضية.
ويقول المسؤولون في أديس أبابا إن زيادة هطول الأمطار باتت مهمة أكثر من أي وقت مضى، نظراً لتزايد عدد السكان والتوسع الزراعي لتلبية الطلب في الزيادة السكانية، فضلا عن مقاومة حدوث الجفاف الناجم عن تغير المناخ.
وتستند التقنية إلى شبكة رادارات جوية متطورة ترصد أجواء الدولة على مدار الساعة ومراقبة بدء تكون السحب، بالإضافة إلى استخدام طائرات خاصة مزودة بشعلات ملحية، تم تصنيعها لتتناسب مع طبيعة السحب من الناحيتين الفيزيائية والكيميائية.
وتشمل عملية الاستمطار سلسلة معقدة من الإجراءات يقوم بتنفيذها خبراء المركز الوطني للأرصاد الجوية بكفاءة واقتدار، كما أن معدل حرق الشعلات يتوقف على الطبيعة الديناميكية والفيزيائية للسحاب المستهدف.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز