مسؤول إثيوبي يكشف لـ"العين الإخبارية" حقيقة ملء سد النهضة
عضو اللجنة الفنية الإثيوبية قال إن "المياه تجمّعت بشكل طبيعي في بحيرة السد" نظرا لتدفق المياه بسب غزارة موسم الأمطار
قال عضو اللجنة الفنية الإثيوبية في مفاوضات سد النهضة يلما سليشي إن ما حدث في سد النهضة هو "تجمع طبيعي للمياه بعد وصول أعمال البناء في السد إلى مستوى 560 مترا فوق سطح البحر".
وأوضح سليشي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن بلاده "لم تغلق بوابات سد النهضة ولم تحتجز المياه الداخلة"، مضيفاً أن "المياه تجمّعت بشكل طبيعي في بحيرة السد"، نظرا لتدفق المياه بسب غزارة موسم الأمطار.
وأكد سليشي أن الزيادة الملحوظة فى عرض النهر أمام السد ترجع إلى هطول الأمطار الغزيرة هذه الأيام على الهضبة الإثيوبية وتدفق المياه على السد.
وتابع المسؤول الإثيوبي أن مستوى البناء الذي وصل إليه السد في هذه المرحلة يمكنه من الحجز الطبيعي للمياه نظرا للمستوى الذي وصل إليه السد وهو 560 مترا تسمح بالتخزين الطبيعي للسد والذي تسعى من خلاله إثيوبيا إلى تخزين 4.9 مليار متر مكعب من المياه خلال موسم الأمطار الحالي، مؤكدًا أن هذا لا يعتبر تخزينا فعليا.
وفسر ما حدث بأن المياه التي تظهر خلف السد هي نتيجة طبيعية مع تطور أعمال البناء وهطول الأمطار وفيضانها على المجرى الرئيسي للنهر .
وشدد، سليشي، على أن هذا الحجز الطبيعي للمياه لايعني بالضرورة بدء عملية التخزين، وقال إن الملء الفعلي هو في حالة إغلاق البوابات الموجودة بالسد وهو ما لم يحدث في هذه المرحلة.
ولفت إلى أن أثيوبيا ستعلن عن ذلك مع بدء عملية الملء الفعلية عند إغلاق بعض البوابات التي تمكن من حجز 4.9 مليار متر مكعب من المياه.
بدوره، قال أستاذ هندسة المياه بجامعة بحردار الإثيوبية، أسقدو جاشاو، إن ماتم تناوله في عدد من وسائل الإعلام ببدء التخزين الفعلي لسد النهضة "غير صحيح".
وأضاف جاشاو، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن المستوى الذي وصلت إليه أعمال البناء في السد 560 متر مقارنة بالعام الماضي الذي كان 525 فقط.
وأوضح أن هذا أدى إلى حجز وتجمع طبيعي للمياه أمام السد إثر تدفق المياه إلى الخزان بسبب هطول الأمطار الغزيرة والجريان السطحي الذي تجاوز التدفق الخارجي وخلق تجمع طبيعي للمياه.
وذكر ،جاشاو، أنه من الضروري معرفة ما حدث أنه تجمع طبيعي للمياه خلف سدالنهضة نتيجة لغزارة الأمطار بالتوازي مع تطور أعمال البناء في السد.
ونبه إلى أن التخزين الفعلي للمياه سيتم مرحليا الى أن يصل الارتفاع 140 متر ليتم بذلك حجز 74 مليار مترمكعب من المياه، وهي السعة الإجمالية للبحيرة خلف السد.
وأمس الأربعاء نقل التلفزيون الإثيوبي الرسمي، تصريحات لوزير المياه والري الإثيوبي،سليشي بقلي، أكد خلالها بدء ملء سد النهضة وقال إن هذه المرحلة التي وصل إليها السد تمكن من بدء عملية التخزين الأولي المقدر بـ4.9 مليار متر مكعب من أصل 74 مليار متر مكعب السعة الإجمالية للبحيرة خلف السد.
وأشار إلى صحة الصور التي نشرتها بعض المواقع والوكالات التي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية حول بدء عملية التخزين بسد النهضة.
وبعد تداول وسائل الإعلام، لتصريحات الوزير نشرت التلفزيون الإثيوبي تعديلًا لما نقله عن وزير الري بشأن إعلان البدء في ملء سد النهضة، كما قدم اعتذارا عن سوء التفسير. لبدء ملء سد النهضة.
من جانبه أوضح وزير المياه الإثيوبي بحسب التلفزيون الإثيوبي أن الأمطار الغزيرة والتدفق الكبير للمياه الداخلة إلى السد مقارنة بالتدفق الخارج منه هو ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه خلف السد، وأدى إلى التجمع الطبعي للمياه وهو ما أظهرته صور الأقمار الاصطناعية.
وأكد استمرار المفاوضات بشأن سد النهضة بما يتماشى مع المصلحة العامة للجيل الحالي والأجيال القادمة.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس قالت الخارجية السودانية إن أديس أبابا أبلغتها بعدم الشروع في ملء سد النهضة.
كما أكدت أن وزير الموارد المائية والري الإثيوبي سليشي بقلي لم يدلِ بالتصريحات التي نُسبت إليه أمس، ببدء عملية ملء السد.
جاء ذلك عقب لقاء بين مدير إدارة دول الجوار بوزارة الخارجية السفير بابكر الصديق محمد الأمين مع القائم بالأعمال الإثيوبي مكونن قوساييي تيبا.
وقال القائم بالأعمال الإثيوبي بالخرطوم، مكونن قوساييي تيبا، إن سلطات بلاده لم تغلق بوابات سد النهضة ولم تحتجز المياه الداخلة.
وأوضح أن "المياه تجمعت بشكل طبيعي في بحيرة السد؛ لأن هذا هو موسم الأمطار".
وأكد في الوقت ذاته على التزام بلاده بالاستمرار في المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي حول قضية سدّ النهضة، وبإعلان المبادئ الموقع بين السودان وإثيوبيا ومصر (2015).
وطلبت مصر، الأربعاء، إيضاحاً رسمياً عاجلاً من الحكومة الإثيوبية بشأن مدى صحة بدء ملء خزان سد النهضة.
جاء ذلك في رد من المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية على استفسارات بشأن ما تردد إعلاميا عن بدء الملء.
وأكد حافظ أن "مصر تواصل متابعة تطورات ما يتم إثارته في الإعلام حول هذا الموضوع".
وسدّ النهضة الذي بدأت أديس أبابا ببنائه في 2011 سيصبح عند إنجازه أكبر سدّ كهرمائي في القارة الأفريقية.
ويرعى الاتحاد الأفريقي بوجود مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي مفاوضات شاقة بين الدول الثلاث للوصول لصيغة توافقية للنقاط الخلافية العالقة بشأن سد النهضة خاصة ما يتعلق بالملء والتشغيل.
ومن المنتظر عقد قمة افريقية مصغرة برئاسة رئيس الاتحاد الأفريقي رئيس جنوب افريقيا ،سريل راما فوسا، لبحث نتائج مفاوضات سدالنهضة التي اختتمت الأثنين الماضي بعد رفع الدول الثلاث تقارير نتائج المفاوضات إلى رئاسة الاتحاد الأفريقي