"سن الفيل" يهدد الحياة البرية في إثيوبيا
تواجه الحياة البرية في إثيوبيا تهديدات طبيعية وأخرى بفعل الإنسان، فما عاد الجفاف الذي يضرب المنطقة هو التحدي الوحيد للحيوانات البرية
تواجه الحياة البرية في إثيوبيا تهديدات طبيعية وأخرى بفعل الإنسان، فما عاد الجفاف الذي يضرب المنطقة هو التحدي الوحيد الذي يواجه الحيوانات البرية وإن كان الأخطر، لكن هناك خطرا ظل يتهدد هذه الثروة البرية بالبلاد وهو ما يعرف بالصيد الجائر والعمليات غير الشرعية حيث تواجه الفيلة الرصاص من قبل الباحثين عن عاج الفيل "سن الفيل" ليكون الثمن حياة الفيل نفسه .
وضمن موجة الجفاف التي تضرب المنطقة مؤخرا، تعرضت محميات بإقليم أوروميا الذي يشهد موجة جفاف، نتج عنه نفوق عدد كبير من الحياة البرية لتضاف هذه التحديات إلى عمليات الصيد الجائر وغير المشروعة خاصة ما تواجه الفيلة التي تعتبر أحد أبرز مصدر رزق لعدد كبير من المواطنين من خلال السياح الأجانب والمحلين.
الجفاف يهدد الحياة البرية
وذكرت إدارة محمية بورونا بإقليم أوروميا، أن الحياة البرية في المحمية تواجه نقصًا حادًا في المياه والغذاء بسبب الجفاف الذي تشهده المنطقة، وقالت إن الجفاف في منطقة بورونا قد تسبب في أضرار جسيمة على الحيوانات البرية.
وأوضح غوفو كيسينا، خبير السياحة البيئية في المحمية، أن محمية بورونا التي تعتبر موطنا لأكثر من 286 نوعًا من الطيور، العشرات من الغزلان والحمار الوحشي والنعام والزرافة والأسد، تواجه فيها الحيوانات البرية نقصا حادا في المياه والغذاء بسبب الجفاف، مؤكدا أن عددا كبيرا من الحمير والخنازير وغيرها نفقت نتيجة الجفاف الشديد في المنطقة.
وحذر المسؤول المحلي من أن العديد من الحيوانات بالمحمية معرضة لخطر الانقراض بسبب الجفاف، داعيا الحكومة وأصحاب المصلحة الآخرين إلى تقديم مساعدة فورية في ظل استمرار الجفاف الذي يعرض بقاء حياة العديد من الحيوانات البرية في المحمية إلى الخطر .
وتشهد مناطق واسعة في شرق وجنوب إثيوبيا، موجات جفاف بصورة متكررة سنويا جراء نقص الأمطار وتغير المناخ، ومن أكثر المناطق تأثرا في البلاد (إقليم الصومال ومناطق بإقليم أوروميا وشعوب جنوب إثيوبيا) .
الفيلة تواجه رصاص الصيد الجائر
لكن التحدي الأكبر والذي يعد من صنع البشر، هو ما كشفه تقرير لهيئة حماية وتنمية الحياة البرية والمحافظة عليها بإثيوبيا، عن نفوق 19 فيلا خلال ستة أشهر في البلاد، جراء الصيد الجائر والتجارة غير المشروعة، ما يهدد هذه الثروة الحيوانية الطبيعية إلى جانب ما تواجه من تهديدات الطبيعة والجفاف على وجه الخصوص .
وقال مدير قانون الحياة البرية في هيئة تنمية الحياة البرية والمحافظة عليها بإثيوبيا، دانئيل باولوس، إن الأشهر الستة الماضية وحدها، قتل 19 فيلًا في محميات أومو وبابلي وماغو بمختلف مناطق البلاد، مشيرا إلى أن العدد الحالي للأفيال في إثيوبيا لا يتجاوز 2000 فيلة.
واعتبر المسؤول الإثيوبي في الحياة البرية لـ"العين الإخبارية"، مقتل نحو 19 فيلا خلال ستة أشهر ظاهرة خطيرة تهدد هذه الثروة، وأضاف أن تعرض الأفيال لهذا الصيد الجائر من قبل الصيادين غير الشرعيين بقتلهم الأفيال من أجل التجارة غير المشروعة (بيع العاج)، فهو أمر يحتاج لقوانين صارمة.
وأكد باولوس أن حياة الأفيال في إثيوبيا معرضة لخطر كبير بسبب تصاعد أنشطة الصيد الجائر في المحميات، خاصة أن نسبة تعداد للفيلة حاليا لا يتجاوز 2000 فيلة ، ويمكن أن تندثر هذه الثروة في أقرب وقت من الأراضي الإثيوبية في حالة تواصل هذا الخطر (الصيد الجائر الذي يعرض الفيلة للقتل).
وأضاف أن هيئة تنمية الحياة البرية والمحافظة عليها بإثيوبيا، تبذل جهودا كبيرة للحد من هذه الظاهرة، وقال إن الهيئة تحاول تقديم الصيادين غير الشرعيين إلى العدالة والمحاكمات الناجزة، مستدركا إلا أنه حتى الآن لم يكن العمل بالشكل الذي يمنع من ممارستهم غير الشرعية.
ويمثل الخطر الذي يواجه الفيلة في إثيوبيا، من تحديات الصيد الجائر وغير المشروع، أمرا في غاية الأهمية في بلد يمتلك العديد من المحميات التي تحتضن الفيلة والحيوانات البرية الأخرى، حيث تعد محمية بابيلي التي قتل بها 19 فيلا في ستة أشهر، أحد أهم موائل الأفيال وملاذا للحياة البرية في شرق إثيوبيا.
ومحمية بابيلي بإقليم أوروميا غربي جنوب البلاد، تبلغ مساحتها 7000 كيلومتر مربع، وموطن لحوالي 400 فيل أفريقي بالإضافة إلى البابون والغزال، فضلا عن أنها مسكن لجميع أنواع الثدييات التي تتجول حول أشجار الأكاسيا (شجرة الصمغ العربي) التي تعد من السمات المميزة للأرض.
خطر مستمر وجهود دون التحدي
ومنتصف العام 2020، ذكرت هيئة حماية وتنمية الحياة البرية بإثيوبيا (حكومية) أن صيادين غير شرعيين قتلوا 8 أفيال في محمية "ماجو" بمنطقة أومو في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا.
وقال جانابول بولمي، وهو مسؤول في المحمية، إن الصيادين قتلوا الأفيال خلال 7 أيام ماضية، مشيراً إلى أن 3 منها تعرضت لعملية قتل قبل 5 أيام عندما أطلق الصيادون النار عليها ضمن قافلة كانت في طريقها إلى مورد المياه.
ويوجد ست محميات في إثيوبيا تتوزع عليها هذه الأفيال وهي: جامبيلا، أومو، ماجو، قافتا شيرارو، بابيلي وتشبرا شورشورا.
وفقدت إثيوبيا 90% من أفيالها منذ ثمانينيات القرن الماضي، بسبب الصيد الجائر لسن الفيل وعدم وجود أماكن آمنة لهذه الحيوانات أمام التعدي من الإنسان.
ومعاناة فيلة أديس أبابا ألهمت المخرج والصحفي الأمريكي أنطوان ليندلي إعداد فيلم وثائقي حول الأزمة بعنوان "أزمة الفيل في إثيوبيا"، مدته 40 دقيقة .
وأجرت "العين الإخبارية"، مقابلة مع المخرج الأمريكي في وقت سابق، استعرض خلاله أهداف الفيلم والحلول التي وضعها .
والفيلم يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الحياة البرية في إثيوبيا، مع لمحات جمالية تشويقية عن المناظر الطبيعية الخلابة للدولة الأفريقية، حيث تزخر بأكثر من 20 حديقة ومحمية للحيوانات البرية.
والفيلم الوثائقي الذي أعد بتكليف من الهيئة الإثيوبية لحماية الحياة البرية وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمية، يُبرز التحديات التي تواجهها إثيوبيا للحفاظ على الحياة البرية، لا سيما جهودها لإنقاذ الأفيال المهددة بالانقراض، فضلا عن تقديم معلومات شاملة ومفيدة يمكن أن تعطي حلولا للمساعدة في رفع الوعي بالمشكلة.
وكانت المحاور الرئيسية التي حاول ليندلي إبرازها هي عمليات الصيد الجائر، والصراعات التي تجري بين الأفيال والبشر.
وأوضح أن تلك المناطق يعيش فيها المزارعون جنبًا إلى جنب مع الأفيال، تشهد حدوث صراع بين القرويين الذين يحاولون زراعة المحاصيل، والأفيال التي قد تشعر بأن أراضيها انتهكت.
وليندلي أنتج العديد من الأفلام في إثيوبيا، لكن هذا الفيلم الخاص بالفيلة يعتبر أول فيلم وثائقي عن الحياة البرية بإمضائه.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز