ورد النيل يهدد المياه في إثيوبيا.. يغطي 5 آلاف هكتار ببحيرة تانا
بحيرة تانا أكبر بحيرة في إثيوبيا، وتمد البلاد بـ50% من المياه العذبة، وتم إدراجها ضمن أفضل 250 بحيرة ذات أهمية عالمية للتنوع البيولوجي
تزداد المخاوف يوما بعد يوم من خطر تفاقم أعشاب ورد الماء (ورد النيل)، الذي يهدد مساحات كبيرة من بحيرة تانا الإثيوبية المنبع الرئيسي لنهر النيل.
وأعلنت الجهات المعنية بمدينة بحر دار حاضرة إقليم أمهرة شمال إثيوبيا، أن أعشاب ورد الماء أصبحت تشكل خطرا على مساحات بحيرة تانا بالمدينة، بعد أن غطى عشب ورد الماء نحو 5 آلاف هكتار من البحيرة تانا، مشيرة إلى أن ورد الماء ازداد تمددا.
وتعد بحيرة تانا منبع نهرالنيل، أكبر البحيرات في إثيوبيا، وتشهد البحيرة بصورة دائمة توافد العديد من المواطنين والأجانب كوجهة سياحية مهمة، كأحد معالم مدينة بحردار حاضرة إقليم أمهرة شمال إثيوبيا التي تعتبر من أهم المناطق السياحية ومراكز المؤتمرات والإجتماعات والمنتديات الإقليمية والمحلية بإثيوبيا لما تتمتع به المدينة من آثار تاريخية وأجواء طبيعية خلابة بجانب تفردها ببحيرة تانا وشلالتها العظيمة.
كما تعد البحيرة وجهة للخبراء والأكاديمين والباحثين في مجال المياه والطاقة لأغراض الدراسات والبحوث والمشاركة في المنتديات والمؤتمرات بالبلاد.
والعام 2015 تم تسجيل بحيرة تانا ضمن المعالم الطبيعية بقائمة التراث العالمي لليونسكو، كمورد للتنوع البيولوجي في العالم.
ويعتبر ظهور وتمدد أعشاب ورد الماء في مساحات كبيرة بالبحيرة، مهدد حقيقيا ليس لحياة عيش المواطنين الإثيوبين الذين يعتمدون في حياتهم على البحيرة، فحسب وإنما هو مهدد للسياحة والموارد المائية في البلاد.
وبرغم كل ذلك لا زالت جهود الحكومة الفيدرالية والإقليمية، لم تتجاوز إنشاء وكالة معنية بحماية البحيرات من الأعشاب الضارة، الى جانب الجهود التي أعلن عنها قبل أشهر بأن الجهات المعنية استطاعت أن تزيل نحو 85% من المساحات التي غطتها أعشاب ورد الماء ببحيرة تانا، لتعلن مجدد بأن ورد الماء غطى مساحات جديدة بنحو 1000 هكتار.
وقبل عام، أفاد السكان المحليون بأن الجزء الشرقي من بحيرة تانا، من جهة منطقة "فوغرا دنبيا" قد تجاوز انتشار ورد الماء فيه بحوالي كيلومترين وسط بحيرة تانا.
وهو ما يخيف بأن يصبح "منتصف البحيرة طرفه " بسبب التوسع الشديد لورد الماء الضار والذي يدمر جميع النباتات تحت الماء ويجفف المياه.
ويعود ظهور ورد الماء على بحيرة تانا بصورة رسمية الى العام 2012 ، عندما أبلغ علماء البيئة والمياة حكومة إقليم أمهرة شمال إثيوبيا بعثورهم على ورد الماء وسط بحيرة تانا.
ويرى الدكتور أياليو وندي، الرئيس التنفيذي لوكالة تنمية بحيرة تانا والكائنات المائية الأخرى، أن التأكد من انتشار ورد الماء وسط بحيرة تانا جاء قبل أعلان علماء البيئة في العام 2011.
وأبدى وندي مخاوفه من انتشار هذه النبتة التي لم يتم السيطرة عليها سوى جهود تبذل من قبل المزارعين، وقال إن هذه الأعشاب إن لم تجد الاهتمام بمنع انتشارها ربما يصل تمددها إلى سد النهضة، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بالامر لدى المواطنين والجهات المعنية من منبع نهر النيل قبل تفاقمها وتزايدها في مساحات يصعب معالجتها.
والعام 2013 أعلنت الجهات المعنية في إثيوبيا بأن ورد الماء يغطي 4 آلاف هكتار من بحيرة تانا، لكنها تحكمت على هذا التمدد لورد الماء على البحيرة بنسبة 95 إلى 99%.
ولفت وندي، إلى أن ورد الماء لم يكن جديدا في انتشاره على البحيرات، وقال إن هذه الأعشاب انتشرت من قبل في بحيرة فيكتوريا وبحيرات بأمريكا الجنوبية، وعلى أطراف الأنهر والبحيرات بالسودان ومصر.
وأضاف: "لكن ليس هناك ورد الماء انتشر في وقت وجيز مثل ما انتشر في بحيرة تانا، مما قد يأدي إلى تدمير التنوع البيولوجي للبيئة والحياة المائية كلها"، محذرا من أن أعشاب ورد الماء لديها القدرة في تجفيف بحيرة تانا وجعلها أرضا يابسة وهو ما يتطلب اهتمام أكبر بالتصدي لهذا التهديدات.
وتعد بحيرة تانا أكبر بحيرة في إثيوبيا، وتمد البلاد بـ50% من المياه العذبة، وتم إدراجها ضمن أفضل 250 بحيرة ذات أهمية عالمية للتنوع البيولوجي، وبها 28 نوعا من الأسماك المختلفة، وتبلغ القيمة التجارية السنوية لإنتاج الأسماك فيها حوالي 1.1 مليون دولار.