بخور "ولو" بإثيوبيا.. رائحة مميزة وإعداد فريد وشهرة قومية
يظل عبق البخور وإن اختلفت طرق تركيبه وصناعته وأوقات استخدامه، من المواد التي تشعر الإنسان بالراحة النفسية والسكينة والهدوء.
ولا يتوقف تأثير عبق البخور على نفس وروح مستخدميه فحسب، وإنما تتسرب رائحته الذكية إلى كل من في المكان، لتظل رائحته مرتبطة بالأماكن في خانة الذكريات.
ويعد البخور من العطور المميزة التي لا يخلو منها أي منزل رغم انتشار أنواع عديدة من المعطرات، لكنه عادة ما يطل من بوابة التراث القديم والحديث لدى كثير من الشعوب.
والشعب الإثيوبي، الذي تتعدد ثقافاته وعاداته نتيجة تعدد قومياته، يستخدم البخور المعروف محليا بـ"طس"، لكن في الوقت نفسه لكل منطقة بخورها، وإن اتفق الجميع على أوقات الاستخدام والأماكن، فغالبا ما تجده في البيوت مع الصباح، وفي أماكن العمل، خاصة المطاعم والمقاهي.
ومن بين هذه المناطق التي تشتهر بصناعة البخور في إثيوبيا تتصدر منطقة "ولو" في إقليم أمهرة بشمالي إثيوبيا، ولا تزال هذه المنطقة تعرف ببخورها الذي لا يقارن، كما يردد أهلها وقاطنوها.
بخور منطقة "ولو" الشهير يحتفظ بمكانته وبمميزاته نتيجة طريقة تركيبته الفريدة.
وزريتو تفرا، (70 عاما)، تعد من أقدم النساء اللاتي يعملن في تركيب وتجهيز البخور بمنطقة "ولو" شمالي إثيوبيا، فهي تمتهن بيع البخور لنحو 3 عقود.
وقالت "تفرا" لـ"العين الإخبارية": "أعمل في مجال تجهيز وتركيب البخور منذ 35 سنة، وكنت من أوائل السيدات في مجال تجهيز البخور في هذه المنطقة".
وأضافت نفرا: "أصبحت مشهورة بهذا البخور وأتخذ من تحضيره وسيلة للإنفاق على أسرتي المكونة من 11 فردا، كانوا أغلبهم أطفالا عندما بدأت المهنة ونجحت في تربيتهم جميعا".
وأوضحت أن بخور "ولو" يتميز بكونه برائحته المميزة التي تستخلص من مجموعة عطور مخلوطة بالأعشاب الطبيعية، مشيرة إلى أن البخور يستخدم لأغراض متعددة، كتعطير الملابس والمنازل وطرد الحشرات والروائح الكريهة، ويعمل كذلك على تهدئة الأعصاب والشعور بالراحة والاسترخاء.
وتابعت: "ولدت في منطقة (كوتابرت) وترعرت في مدينة (دسي)، فلم أخرج من منطقة (ولو)، وأعتبر أول من بدأ بتجارة البخور هنا، لكن مؤخرا أصبحت مهنة لكثير من الناس، وتزايد عدد التجار الذين يعملون في هذا المجال ورغم ذلك شهرتي لم تتراجع".
وأوضحت أنها تجلب المواد الخام من منطقة كميسي وباتي ورايا قوبو بإقليم أمهرة، ويبلغ سعر جوال الأعشاب العطرية 1500 بر إثيوبي.
وتطرقت إلى عملية التركيب والتجهيز، وقالت: "نعمل على خلط بخور قوبو ومسك وسيفل وجاوي وغيرها الكثير، والنتيجة هو هذا البخور المميز الذي لا يقارن" بحسب تعبيرها.
أما السيدة سجاورق ألمايهو، إحدى زبائن بائعة البخور زريتو تفرا، بمنطقة ولو، فقد امتدحت طريقة تجهيز البخور، وقالت لـ"العين الإخبارية"، إن "خلطة بخورها رائعة جدا لذا أفضل الشراء منها، فرائحة بخورها جميل"، مشيرة إلى أنها تشتري البخور من منطقة "ولو" وترسله إلى أصدقائها وأقاربها في أديس أبابا.
ولفتت "ألمايهو"، إلى أن سكان منطقة "ولو" معروفون بثقافة بتعطير المنازل عند كل صباح، المسلمون منهم والمسيحيون.
ولعل أكثر ما يجذب الزائر إلى أماكن عرض وبيع البخور في منطقة "ولو" التي تشتهر وتتميز بهذه التجارة، هو الألوان الزاهية التي يشكلون بها معروضاتهم من البخور، حيث تأخذ الألوان موقعها، خاصة الألوان الـ3 لعلم البلاد من الأخضر والأحمر ويتوسطهما اللون الأصفر.