إثيوبيا تدشن مشروعي أسمدة ونفط لتعزيز الاكتفاء الذاتي

شهدت إثيوبيا، اليوم الخميس، خطوة اقتصادية بارزة مع وضع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حجر الأساس لمشروعين صناعيين يُتوقع أن يشكلا نقلة نوعية في مسار التنمية الوطنية.
في منطقة غودي بإقليم الصومال الإثيوبي شرقي البلاد، وضع آبي أحمد حجر الأساس لمشروعي مصنع أسمدة اليوريا ومصفاة نفط غودي، مؤكداً في كلمة ألقاها أن المشروعين لا يعكسان فقط توسع البنية الصناعية في البلاد، بل يجسدان التزاماً جماعياً باستغلال الفرص المتاحة وتعزيز الشراكات الاقتصادية بما يدعم الاستقرار والسلام.
ويتمثل المشروع الأول في مصنع أسمدة اليوريا، الذي ستنفذه شركة الاستثمار الإثيوبية القابضة المملوكة للدولة بالشراكة مع مجموعة دانغوتي النيجيرية. ومن المخطط أن ينتج المصنع نحو 3 ملايين طن من الأسمدة سنوياً، اعتماداً على الغاز المستخرج من حقل كالوب عبر خط أنابيب يمتد لمسافة 108 كيلومترات.
أما المشروع الثاني فهو مصفاة غودي للنفط، التي ستنشئها مجموعة غولدن كونكورد بطاقة إنتاجية تصل إلى 3.5 مليون طن سنوياً من النفط الخام، تشمل عمليات الاستخراج والتكرير والتخزين انطلاقاً من حقل هلال النفطي.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن هذه المشاريع تمثل إنجازاً اقتصادياً واستراتيجياً في آن واحد، مشيراً إلى أنها ستعزز موقع إثيوبيا كوجهة استثمارية واعدة في القارة الأفريقية. كما دعا جميع الإثيوبيين إلى الحفاظ على وحدتهم وتضامنهم من أجل إنجاح مسيرة التنمية الوطنية.
وتجدر الإشارة إلى أن إثيوبيا كانت قد وقعت في أغسطس/آب الماضي اتفاقية استثمارية ضخمة بقيمة 2.5 مليار دولار مع مجموعة دانغوتي الأفريقية لبناء مجمع أسمدة متكامل، في خطوة وُصفت بأنها تحول استراتيجي يعزز الأمن الغذائي للبلاد ويضعها على مسار جديد نحو الاكتفاء الذاتي الزراعي.
الاتفاقية، التي وُقعت في العاصمة أديس أبابا بين شركة الاستثمارات الإثيوبية القابضة ومجموعة دانغوتي، نصت على إنشاء مصنع قادر على إنتاج ما يصل إلى 3 ملايين طن متري من الأسمدة سنوياً، ما يجعل إثيوبيا واحدة من أكبر منتجي الأسمدة في العالم.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تقليص اعتماد البلاد على الواردات التي أثقلت كاهل الاقتصاد، إضافة إلى ضمان استقرار الإمدادات للفلاحين الذين عانوا لسنوات من نقص المعروض وارتفاع الأسعار.
ورغم التحديات المالية والهيكلية التي تواجهها إثيوبيا، يُرتقب أن تختبر هذه المشاريع قدرة البلاد على جذب الاستثمارات الكبرى وتنفيذها بفعالية. غير أن نجاحها قد يشكل نقطة تحول فارقة في مسار التنمية الاقتصادية، ويمنح إثيوبيا مكانة متقدمة كقوة زراعية وصناعية صاعدة في أفريقيا.