"الاندماج الوطني".. آبي أحمد يضع علاج مشكلات إثيوبيا في 280 صفحة
آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، يضع فلسفة لعلاج مشكلات إثيوبيا في 280 صفحة، يوجز خلالها القضايا السياسية والاقتصادية والخارجية
أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، السبت، كتابه الأول حول فلسفة علاج مشكلات إثيوبيا بعنوان "الاندماج الوطني MEDAMER"، بقاعة الألفية بأديس أبابا، في حضور كبار المسؤولين الحكوميين والشباب والطلاب وأصحاب الهمم.
وخلال كلمة له بهذه المناسبة قال آبي أحمد إن فكرة "الاندماج الوطني" تؤمن بتوسيع نطاق أفضل الممارسات، وتصحيح أخطاء الماضي، وخلق مستقبل أفضل لإثيوبيا.
وتناول رئيس الوزراء الإثيوبي خلال كلمته الأيديولوجيات السابقة للنظام الماركسي الذي اتبعه الائتلاف الحاكم خلال الـ27 عاما الماضية، منتقدا من يتمسكون بأنظمة لا يمكن أن تواكب العصر الحالي.
ولم يخلُ حديث آبي أحمد من إرسال إشارات انتقادية قاسية لحلفائه في الائتلاف، جبهة تحرير تجراي، وقال "من ينتقدون فكرة انتقال الائتلاف إلى حزب قومي وطني موحد عريض من جبهة تحرير تجراي، كان الأحرى بهم أن يقدموا أفضل الأفكار التي يمكن أن ينافسوا بها بدلا من الانتقاد ونشر معلومات غير ملائمة حول الاندماج الوطني".
وشدد على أنه ماضٍ في طريقه لازدهار إثيوبيا، ولن يلتفت للمتخندقين بأفكار الماركسية التي عفّى عليها الدهر.
وشدد على أن الائتلاف انتظر أكثر من عام ونصف لإنجاز خطة انتقال الائتلاف الحالي إلى حزب قومي وطني موحد، ولن ينتظر أكثر من ذلك، لافتا إلى أن عملية الانتقال جارية ولم يتخذ قرارا نهائيا بشأنها.
وحول العلاقات الإثيوبية الإريترية قال آبي أحمد "حكومة وشعب إريتريا هم أمل لإثيوبيا وشعبها"، مشيرا إلى أنه سيواصل تعزيز السلام الذي بدأه مع إريتريا للازدهار المشترك.
ويمثل الكتاب فلسفة آبي أحمد لعلاج مشكلة الاندماج الوطني الإثيوبي، التي ظلت تعاني منها البلاد المعروفة بتنوعها، إذ بلغت أكثر من 80 قومية.
وصدر الكتاب بـ3 لغات (الأمهرية، الأورومية، الإنجليزية)، وتم تدشينه في 30 مدينة إثيوبية، في حفل حضره عدد من المثقفين والأكاديميين.
كما تم توزيعه خارج البلاد، وإطلاقه في العاصمة الأمريكية واشنطن، بالإضافة إلى ولايتي لوس أنجلوس ومينيسوتا، إلى جانب كينيا التي استقبلت الكتاب في اليوم ذاته لطرحه في إثيوبيا.
وطبعت مليون نسخة من الكتاب في الولايات المتحدة وإثيوبيا بجودة عالية، وتحدد سعره بـ300 بر إثيوبي (10 دولارات)، على أن يتبرع بالعائد للمدارس الإثيوبية.
ويبدأ آبي أحمد حديثه في الكتاب منذ وصوله إلى السلطة في أبريل/نيسان 2018، عن مسألة الاندماج الوطني التي يعتبرها المشكلة الحقيقية في إثيوبيا، موضحا أنه يسعى خلال الفترة المقبلة إلى قيادة دولته بأيديولوجيته "الاندماج الوطني"، التي تطرح مقاربات لمعالجة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من منظور الاندماج الوطني.
وتصاعدت الخلافات مؤخراً بين جبهة تحرير تجراي ورئيس الائتلاف الحاكم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وأعلنت اللجنة المركزية لجبهة تحرير تجراي معارضتها لتوجهات آبي أحمد، بتشكيل تحالف جديد يقوم على أساس فكرة الاندماج الوطني ويضم جميع الأحزاب الموالية للائتلاف الحالي في أقاليم عفار، والصومال الإثيوبي، وهرر، وغامبيلا، وبني شنقول، وجومز.
ودعا الائتلاف الحاكم في إثيوبيا "الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية"، الجمعة، جبهة تحرير تجراي، أحد الأحزاب الرئيسية، في الائتلاف لتصحيح مسارها والالتزام بالقواعد الحزبية.
وحمّل مجلس الائتلاف الحاكم، في بيان، جبهة تحرير تجراي مسؤولية التصريحات السالبة التي صدرت من قادتها والجبهة، ودعاها لتصحيح مسارها وعدم خلط الأمور والانضباط بالقواعد الحزبية.
وقال البيان إن جبهة تحرير تجراي قدمت وصفاً مضللاً وغير مقبول لفكرة الانتقال إلى ائتلاف وطني عريض، من خلال تصويرها هذا الانتقال بأنه يهدف إلى تأسيس نظام وحدوي أحادي يلغي النظام الفيدرالي القائم في البلاد.
وتابع أن الهدف من الانتقال إلى ائتلاف وطني عريض هو تحقيق نظام فيدرالي حقيقي، وبناء دولة موحدة ومزدهرة، تعيش فيها الشعوب على قدم المساواة.