سياسة
خطاب رئيسة إثيوبيا.. أبرز الدلالات في ضوء أزمتي"تيغراي" وسد النهضة
واصلت إثيوبيا التوظيف السياسي لتصريحات مسؤوليها إزاء أغلب القضايا التي تتماس معها، وأبرزها سد النهضة والصراع مع جبهة تحرير تيغراي.
وكانت أحدث حلقات هذا المسلسل هو تصريحات الرئيسة الإثيوبية سهل وورق زودي، أمام الجلسة المشتركة للبرلمان والمجلس الاتحادي والتي تطرقت خلالها إلى عدة قضايا تعد جوهر قضايا أديس أبابا .
زودي أكدت التزام حكومتها بالحل السلمي للنزاع في الجزء الشمالي من البلاد، في إشارة إلى الصراع مع جبهة تحرير تيغراي.
وقالت إن "الصراع والنزوح الداخلي يعد من بين التحديات الرئيسية التي تواجهها البلاد ، وقد اتخذت الحكومة مجموعة واسعة من الإجراءات لمواجهة هذه التحديات"، مشيرة إلى استعداد أديس أبابا للتفاوض مع جماعة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي دون أي شروط مسبقة.
وأكدت التزام الحكومة في إثيوبيا ملتزمة بالحل السلمي للنزاع في الشمال من خلال المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي، مشيرة إلى أن الحكومة ستتخذ إجراءات قانونية إذا لم يكن الطرف الآخر مستعدًا للبدائل السلمية.
وقبل يومين، أعلن رضوان حسين، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قبول أديس أبابا لدعوة الاتحاد الأفريقي لإجراء مباحثات بشأن إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في البلاد.
وتصاعدت الأعمال العدائية في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا حيث أجبرت الضربات الجوية والقوات المحتشدة في البلدات الواقعة على جانبي الحدود مع إريتريا المجاورة، عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم حتى أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.
وأكدت رئيسة إثيوبيا أن الحكومة هيأت بيئة مواتية للحوار الوطني المقبل، وقد تولت اللجنة المكلفة بالإشراف على العملية المسؤولية.
الرئيسة الإثيوبية أيضا أكدت ضرورة مشاركة كافة القوى والأطياف في الحوار الوطني لجعله مثمرًا، وودعت أيضا جميع أصحاب المصلحة إلى الوقوف إلى جانب لجنة الحوار الوطني لتحقيق النتائج المرجوة
وتطرقت زودي إلى المجال الاقتصادي، وأشارت إلى أن أديس أبابا سجلت تقدما اجتماعيا واقتصاديًا مشجعًا على الرغم من التحديات المتعلقة بالنزاع والجفاف والفيضانات وعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
واعتبرت أن "النتائج المحققة في قطاع الاقتصاد الكلي تشير إلى أن الحكومة قد نفذت سياسات فعالة ساعدت في مواجهة عدم الاستقرار الاقتصادي على مستوى العالم".
وأشارت إلى أنه تم تحقيق النتائج في مواجهة التحديات المتعلقة بالفيضانات والصراعات والجفاف في أجزاء مختلفة من البلاد.
كما تطرقت زودي إلى أزمة سد النهضة، مشيرة إلى بدء تشغيل الطاقة الكهربائية من سد النهضة، معتبرة أنه من بين الإنجازات الرائدة التي تم تسجيلها خلال السنة المالية الماضية.
وكان وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين قد أعلن الشهر الماضي أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن مشروع سد النهضة بدأ في توفير الإنارة للمنازل، كما أنه يدر منافع تخدم المنطقة ككل.
وأكدت رئيسة إثيوبيا على المنفعة المستدامة لنهر النيل والحفاظ على النظام البيئي للنهر، وتمكين مصر والسودان من الحصول على إمدادات الطاقة بتكلفة عادلة، بجانب تزويد كينيا وجيبوتي وجنوب السودان.
دلالات التوظيف السياسي للأزمات
وفي هذا الإطار قال مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إنه:" استمرارا لنهج "التوظيف" السياسي والدبلوماسي الإثيوبي للرسائل الإعلامية. خاصة في المناسبات ذات الطابع الوطني أو القاري، سلطت الرئيسة "سهل وورق زودي"، في افتتاح الجلسة المشتركة لمجلس نواب الشعب ومجلس الاتحاد، الضوء على الجهود والخطط الحكومية الرئيسية للعام الإثيوبي الجديد".
وأضاف:" تؤشر الرسائل الإثيوبية للدلالات الآتية: التأكيد على الالتزام بالحل الأفريقي لأزمة تيغراي، وتجديد الدعوة الجبهة تيغراي للمشاركة في محادثات السلام. التحوط لقضايا العرقيات، عبر الدعوة التسهيل إتمام جهود المصالحة الوطنية في البلاد.
كما أن "التطرق لأزمة سد النهضة،و"المنفعة المستدامة" لنهر النيل، والحفاظ على النظام البيئي النهر، وتوسيع برنامج "البصمة الخضراء"، فضلا عن الحديث على تمكين مصر والسودان من الحصول على إمدادات الطاقة بتكلفة عادلة، بجانب تزويد كينيا وجنوب السودان وجيبوتي، هو أمر يرجح تكثيف الخطاب الإثيوبي في شقه التنموي داخليا وخارجيا، في ضوء استمرار أزمتي تيغراي والنهضة، وتفاقم تداعيات قضايا المناخ والجفاف، وتبعات الحرب الأوكرانية.
وبدأت إثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق، عام 2011، بهدف توليد الكهرباء؛ منذ ذلك الوقت تعرب مصر عن مخاوفها ممن أن يلحق السد ضررا بحصتها من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب، والتي تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
ووقع السودان ومصر وإثيوبيا عام 2015 اتفاق إعلان مبادئ يحدد الحوار والتفاوض، كآليات لحل كل المشكلات المتعلقة بالسد بين الدول الثلاث؛ إلا أنه عقب الاتفاق فشلت جولات المفاوضات المتتالية في التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث على قواعد تخزين المياه خلف السد وآليات تشغيله.
وأدى عدم التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث، إلى زيادة التوتر السياسي بينهم، وتصعيد الملف إلى مجلس الأمن، الذي عقد جلستين حول الموضوع، دون أن يتخذ قرارا بشأنه.
من جانبه، اعتبر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن إثيوبيا مستمرة في نهج "التوظيف" السياسي والدبلوماسي للرسائل الإعلامية، خاصة في المناسبات ذات الطابع الوطني أو القاري.
وأشار المركز إلى أن الرئيسة زودي وجهت عدة رسائل لأطراف مختلفة خلال كلمتها في افتتاح الجلسة المشتركة لمجلس نواب الشعب (البرلمان) والمجلس الاتحادي، كما استعرضت الخطط الحكومية الرئيسية للعام الإثيوبي الجديد.
وخلص المركز إلى أن تكثيف الخطاب الإثيوبي في شقه التنموي داخليا وخارجيا، في ضوء استمرار أزمتي تيجراي وسد النهضة وتفاقم تداعيات قضايا المناخ الجفاف وتبعات الحرب في أوكرانيا.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA=
جزيرة ام اند امز