الرئيس الجديد لـ"تجراي" الإثيوبي.. خبرات تتحدى التغيرات
شخصية جديدة تسجل دخولها على مستوى الحكم المحلي في إثيوبيا بتعيين وزير التكنولوجيا والابتكار رئيسا تنفيذيا لإقليم تجراي شمالي البلاد.
منصب يتقلده أبراهام بلاي خلفا لـ"ملونغا"، في سياق بالغ التعقيد على المستويين المحلي والفيدرالي، وفي وقت تستعد فيه إثيوبيا لإجراء انتخاباتها العامة بعد أقل من شهر، وإن استثني الإقليم من الاستحقاق، لكنه يظل بقلب التحولات والتطورات.
أكاديمي مخضرم، وخبرة واسعة تمتد لأكثر من عقدين تؤهله لتقلد منصب تتخلله تحديات جمة في ضوء أزمة الإقليم المستمرة منذ أشهر، علاوة على كونه من الأعضاء البارزين بالحزب الحاكم، ما يمنحه توليفة قادرة على مده بمفاتيح النجاح في مهمته.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن الرئيس التنفيذي سيكون جزءًا من الإدارة المؤقتة، وسيعين مسؤولين لقيادة الهيئات التنفيذية للإقليم من مختلف الأحزاب السياسية القانونية العاملة.
فيما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" لمحة لمسيرة الرئيس التنفيذي الجديد لإقليم تجراي:
ولد بلاي في منطقة عدي غرات بإقليم تجراي، ويعتبره محللون من أكثر الأكاديميين بالبلاد الذين استطاعوا مواصلة تعليمهم وتحصيلهم الأكاديمي بشكل مستمر.
وما إن أكمل جميع مراحله التعليمية وصولا إلى الثانوي بمسقط رأسه، حتى التحق بالكلية العسكرية في مدينة بشوفتو بإقليم أوروميا، وحصل منها على درجة البكالوريوس في الطاقة الإلكترونية العام 2004، قبل أن ينال درجة الماجستير في هندسة المراقبة الإلكترونية من جامعة أديس أبابا في العام 2008 .
ولم يتوقف بلاي عن التحصيل الأكاديمي حتى نال درجة الدكتوراه من جامعة بولاكان ستيت بدولة الفلبين في 2015، متخصصا في إدارة الطاقة الإلكترونية، فضلا عن الأوراق البحثية لما بعد الدكتوراه.
كما لم يحصر بلاي جهوده في المجال الأكاديمي وإن كان الأبرز في مسيرته، بل انخرط في العمل ما زاد من تجاربه العلمية وقدراته السياسية، حيث التحق بقوات الدفاع الإثيوبية كضابط في العام 1999، وتدرج فيها حتى وصل إلى رتبة مقدم، ما أهله لأن يصبح محاضرا بكلية هندسة الدفاع بالفترة من 2004 إلى 2006 .
ولاحقا، عمل بوكالة شبكة أمن المعلومات منذ إنشائها في العام 2006، كأحد مؤسسيها والعاملين بها حتى تم تعيينه من قبل رئيس الوزراء آبي أحمد نائبا لمدير الوكالة، فضلا عن عمله كمستشار تقني للمجلس القومي للبحوث، تحت إشراف وزارة العلوم والتكنولوجيا بالفترة من 2015 إلى 2017 .
ولـ"بلاي" إسهامات أكاديمية في مجال البحوث العلمية مكنته من الحصول على جائزة في العام 2016، ضمن مشاركته في مسابقة بحثية نظمتها وزارة العلوم والتكنولوجيا.
كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة معهد تنمية المواهب الإلكترونية لمدة عام، بجانب عمله كمحاضر في عدد من جامعات البلاد، وعضوية البنك التجاري الإثيوبي، ومنصب الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الإثيوبية .
في 2018، جرى تعيينه وزيرا للابتكار والتكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية، بالتوازي مع مهامه رئيسا تنفيذيا لشركة الكهرباء.
وللرجل إسهامات في مشروع سد النهضة الإثيوبي ضمن مجموعة مهنيين، كما كانت لأفكاره وتجاربه مساهمات بالكثير من مشاريع الطاقة بالبلاد.
خبرات أكاديمية وعملية، تضاف إليها تجربة سياسية كعضو في حزب الازدهار الحاكم، جعلت منه الشخصية التي اختارها آبي أحمد لمنصب الرئيس التنفيذي لإقليم تجراي خلفا لـ"ملونغا" الذي انتهت فترة عمله.
والرئيس التنفيذي السابق لإقليم تجراي جرى تعيينه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لستة أشهر، وفقا لقانون إنشاء إدارة حكومية مؤقتة لإقليم تجراي بعد عملية لإنفاذ القانون للحكومة الفيدرالية ضد "جبهة تحرير تجراي"، أسفرت عن هزيمة الجبهة وتشتت قواتها وقادتها بالجبال.
وسبق أن أجاز المجلس الفيدرالي (الغرفة الثانية للبرلمان) ومجلس الوزراء الإثيوبيين تشكيل إدارة مؤقتة لـ"تجراي"، ووفقا للقانون المؤقت، يتم تعيين رئيس تنفيذي للإقليم لمدة ستة أشهر.
ومن المنتظر أن تشهد إثيوبيا انتخابات عامة في 5 يونيو/حزيران المقبل، غير أنه تم استثناء "تجراي" من هذه الانتخابات إلى حين استعادة الأمن والاستقرار بما يمكن الإقليم من إجراء انتخابات تمكنه من انتخاب حكومة.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg
جزيرة ام اند امز