أوروبا تفتح «جُرح» الدفاع.. سباق على صفقات السلاح
فيما يفتح القادة الأوروبيون ملف الدفاع، تبدو القارة في مواجهة سباق صعب على صفقات التسليح الملحة، وإن كانت أمريكا الفائز الأكبر.
ويجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل، في قمة غير رسمية، لمناقشة مستقبل الدفاع الأوروبي بكل جوانبه، بما يشمل الاستراتيجية العامة، وخطط التسليح، وموردي صفقات السلاح.
في هذا السياق الذي يغلفه سباق على صفقات التسلح، قال وزير الدفاع البولندي، فلاديسلاف كوسينياك كاميش: "نحن مهتمون بأفضل المعدات التي يمكن توريدها في أسرع وقت ممكن"، وفق ما نقلته مجلة بوليتيكو الأمريكية.
وأوضح أن بلاده أنفقت 60 مليار دولار على المعدات الأمريكية، مع مليارات أخرى على الأسلحة من كوريا الجنوبية.
أما وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني فأشار إلى الجانب السياسي لضمان أن واشنطن تحت قيادة دونالد ترامب، ترى قيمة في الحفاظ على تحالفها مع الدول الأوروبية، قبل أن يضيف: "لذا يجب على أوروبا أن تضمن شراء السلع، بما في ذلك الأسلحة، من الولايات المتحدة".
بدوره، اعترف ضابط فرنسي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته بأن "الفكرة القائلة بأننا بحاجة إلى جذب الولايات المتحدة (عبر صفقات السلاح) حتى تبقى في أوروبا، هي الأكثر انتشاراً".
مستدركا "أخشى أن فرنسا معزولة بعض الشيء ولا تحظى بدعم كبير، لأن الدول الأخرى أكثر واقعية"، إذ تبحث باريس عن عقود لشركات الأسلحة الفرنسية والشركات الأوروبية عموما.
ترامب حاضرا رغم الغياب
وفي ضوء هذا التوجه، سيكون ترامب هو الشخص الأكثر أهمية في القمة الأوروبية على الرغم من أنه غير مدعو، بينما تدور المعركة حول حجم الأموال التي يجب إنفاقها على برنامج صناعة الدفاع الأوروبية.
وقبل القمة، وزعت بولندا ودول البلطيق وثيقة تدعو الاتحاد الأوروبي إلى إنفاق ما لا يقل عن 100 مليار يورو على الدفاع بحلول عام 2027 بما في ذلك شراء الأسلحة من حلفاء "الناتو" من خارج التكتل، في إشارة على ما يبدو للولايات المتحدة.
وحاليا، تحقق الولايات المتحدة نتائج جيدة للغاية من الحشد العسكري الأوروبي؛ فبين منتصف عام 2022 ومنتصف عام 2023، جرى توقيع 63% من جميع طلبات الدفاع في الاتحاد الأوروبي مع شركات أمريكية، و15% مع موردين آخرين من خارج الاتحاد.
وتقود فرنسا المعركة من أجل تغيير ذلك مع بعض الدعم من اليونان التي قال نائب وزير دفاعها يانيس كيفالوجيانيس الأسبوع الماضي، إن شراء المزيد من الأسلحة "المطورة والمنتجة في الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى استقلالية استراتيجية أكبر، خاصة إذا تعرض الناتو لضغوط خلال ولاية دونالد ترامب الثانية".
مشاركة خارجية
ومن المقرر أن ينضم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، إلى زعماء الاتحاد الأوروبي، لتناول الغداء، وقد بذل الرجل قصارى جهده للحفاظ على قناة مفتوحة مع ترامب لإقناعه بقيمة "الناتو" بما في ذلك البحث عن طرق لجعل شراء الأسلحة الأمريكية أسهل وأسرع للأوروبيين.
وعلى العشاء، سيستضيف الزعماء الأوروبيون كير ستارمر، وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس وزراء بريطاني في قمة أوروبية منذ خروج المملكة من الاتحاد.
وتجعل التوترات حول ملف التسليح، رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في مهمة صعبة للغاية للوصول إلى موقف موحد.
إذ قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي "إن الأمر أشبه بإجراء عملية جراحية في القلب المفتوح لرياضي من الطراز الأول.. إنه أمر بالغ الأهمية، لكنه معقد للغاية ويتطلب الكثير من المهارة".
وفي رسالته للقادة الأوروبيين للدعوة للقمة، أوضح كوستا: "يجب على أوروبا أن تتحمل مسؤولية أكبر عن دفاعها عن نفسها، وأن تصبح أكثر مرونة، وأكثر كفاءة، وأكثر استقلالية، وأكثر موثوقية في مجال الأمن والدفاع".
ومع ذلك، فإن التوقعات ليست عالية بشأن حدوث اختراق، إذ قال السفير الإيطالي السابق لدى الاتحاد الأوروبي بييرو بيناسي "ستحاول بروكسل إعطاء إشارة إيجابية.. ومع ذلك، أخشى أن يكون ذلك بعيدًا كل البعد عن الاحتياجات التي يتطلبها الوضع الجيوسياسي الحالي".