أوروبا تستعد لـ«السير وحيدة».. أجندة قمة «ليمونت» وأهدافها
قمة غير رسمية يعقدها الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الإثنين، تحمل في طياتها بعض ملامح مستقبل القارة "الأكثر استقلالية" عن أمريكا.
ومع تولي دونالد ترامب الحكم في الولايات المتحدة، قبل أسبوعين، باتت مسألة "الاعتماد على الذات" في الدفاع والاقتصاد العنوان الرئيسي في المناقشات السياسية داخل أروقة التكتل الأوروبي.
ويشارك قادة الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى رؤساء الجهاز التنفيذي للتكتل، في المناقشات خلال القمة غير الرسمية المقررة اليوم الإثنين.
محاور القمة
وتحمل قمة اليوم قرب بروكسل تركيزًا على الدفاع، إذ تهدف إلى تطوير القدرات الدفاعية، والتمويل، بما في ذلك تعبئة التمويل الخاص، وأفضل السبل لاستخدام أدوات الاتحاد الأوروبي وميزانيته، والخيارات المشتركة الإضافية التي يمكن النظر فيها، وتعزيز الشراكات الدفاعية وتعميقها.
خطوط عريضة
وفي خطاب وجهه لقادة الدول الأعضاء، قال رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا: "كما سبق أن أشرت إليكم، أود أن أدعوكم إلى خلوة غير رسمية في 3 فبراير/شباط في قصر ليمونت بالقرب من بروكسل، وستُخصص لموضوع الدفاع الأوروبي".
وتابع: "أعتقد أننا نتشارك تقييمًا متشابهًا للتهديدات التي تواجهها أوروبا. لقد أعاد العدوان الروسي على أوكرانيا حربًا شديدة الحدة إلى قارتنا، منتهكًا بذلك المبادئ الأساسية للقانون الدولي، ومهددًا الأمن الأوروبي، إلى جانب الهجمات الهجينة والسيبرانية المتزايدة على الدول الأعضاء واقتصاداتها ومجتمعاتها".
وأضاف: "يعتمد السلام في أوروبا على فوز أوكرانيا بسلام شامل وعادل ودائم. وسيظل هذا السياق الجيوسياسي، بما فيه الاضطرابات في الشرق الأوسط، مليئًا بالتحديات في المستقبل المنظور".
وترفض روسيا هذه الاتهامات وتعتبر تحركها في أوكرانيا عملية عسكرية خاصة بهدف حماية الأقلية الناطقة بالروسية في البلد السوفياتي السابق، وقطع الطريق على انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي.
المبادئ الرئيسية
وحدد كوستا مبدأين رئيسيين لمناقشات اليوم، قائلا: "أولهما، تحمل أوروبا مسؤولية أكبر عن دفاعها، فهي بحاجة إلى أن تصبح أكثر مرونة وكفاءة واستقلالية، وأكثر موثوقية في مجال الأمن والدفاع. وبذلك، ستصبح أيضًا شريكًا أقوى عبر الأطلسي، بما في ذلك في سياق حلف شمال الأطلسي، مع الاحترام الكامل للسياسة الأمنية والدفاعية لبعض الدول الأعضاء، ومراعاة المصالح الأمنية والدفاعية لجميع الدول الأعضاء".
وتابع: "في السنوات الأخيرة، زادت الدول الأعضاء بالفعل من إنفاقها الدفاعي الوطني. غير أننا نعلم أن هناك حاجة إلى استثمارات دفاعية إضافية كبيرة من أجل تجديد المخزونات، ورفع مستوى استعدادنا الدفاعي لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات - مع التركيز على الأولويات الاستراتيجية والثغرات في القدرات الحرجة - وتعزيز القاعدة التكنولوجية والصناعية الدفاعية الأوروبية وفقًا لذلك".
أما المبدأ الثاني، فهو أن "تكون الدول الأعضاء مسؤولة دائمًا عن قواتها المسلحة"، مضيفًا: "في الوقت نفسه، لدينا مصلحة مشتركة في التعاون بشكل أوثق على المستوى الأوروبي من أجل خفض التكاليف، وضمان قابلية التشغيل البيني، وضمان استقرار الطلب على المدى الطويل".
وقال أيضًا: "إن مستوى الاستثمار المطلوب لتعزيز قدراتنا ليس في متناول الدول الأعضاء التي تعمل بمفردها. وعلاوة على ذلك، فإن الدفاع الفعال هو (مصلحة مشتركة) تعود بالنفع على جميع الأوروبيين".
واختتم كوستا حديثه قائلاً: "الغرض من هذا الاجتماع هو تمهيد الطريق للقرارات التي سيتعين علينا اتخاذها، وتقديم التوجيهات للمفوضية والممثل الأعلى للدفاع، أثناء إعدادهما لكتاب أبيض حول مستقبل الدفاع الأوروبي، والذي سيغطي مبادرات الدفاع المشترك والموارد اللازمة لتطويرها".
aXA6IDEzLjU5LjI0NC4xIA== جزيرة ام اند امز