لهيب لبنان ينبش أزمة الهجرة بأوروبا.. الحل يمر عبر دمشق
في خضم أزمة الهجرة المحتدمة في أوروبا، يسعى قادة بالقارة العجوز إلى ترحيل المهاجرين، في طريق يمر حتما عبر تطبيع العلاقات مع سوريا.
وقطع الاتحاد الأوروبي العلاقات الدبلوماسية مع سوريا منذ 2011.
فيما تخطط رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني طرح مسألة التطبيع مع دمشق خلال القمة الأوروبية المرتقبة الخميس في بروكسل، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير طالعته "العين الإخبارية".
وفي كلمة ألقتها، الثلاثاء، أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، قالت ميلوني "من الضروري مراجعة استراتيجية الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا والعمل مع جميع الجهات الفاعلة، لخلق الظروف التي تسمح للاجئين السوريين بالعودة إلى وطنهم بطريقة طوعية وآمنة ومستدامة".
وتأتي هذه الدعوة من إيطاليا التي تعد إحدى أكبر دول الاتحاد الأوروبي، في أعقاب جهود متضافرة من قِبَل مجموعة من الدول الأخرى، بعضها يضم أحزاباً يمينية متشددة أو يمينية متطرفة في حكومته أو تدعم هذه الأحزاب الحكومة مثل النمسا والمجر.
كما تأتي جهود تطبيع العلاقات مع سوريا بعد زيادة الدعم للأحزاب المناهضة للهجرة منذ الانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران الماضي مثل «التجمع الوطني» في فرنسا وحزب «البديل من أجل ألمانيا» في الجارة.
ومؤخرا، تعرض رئيس وزراء بولندا لانتقادات شديدة من قِبَل المفوضية الأوروبية بسبب إعلانه أن وارسو ستعلق حقوق اللجوء للمهاجرين القادمين إلى بولندا عبر بيلاروسيا.
كما أغلق المستشار الألماني أولاف شولتز حدود بلاده أمام جيران الاتحاد الأوروبي في أعقاب هجوم بسكين يشتبه بأن مهاجرا سوريا نفذه.
فيما قال رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشيل بارنييه إن قواعد التكتل بشأن ترحيل المهاجرين يجب مراجعتها لتسريع عمليات طردهم.
وتأكيدا لرأي ميلوني، قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إن العمليات البرية التي شنتها إسرائيل بعد اجتياحها للبنان في أوائل أكتوبر/تشرين الأول الجاي أضافت زخماً إلى الجهود الرامية إلى ترحيل المهاجرين السوريين.
وأشارت الأمم المتحدة إلى فرار نحو 200 ألف سوري ولبناني إلى سوريا منذ بداية الشهر الجاري.
ووفقًا لبيانات عام 2021 من وكالة الأمم المتحدة للاجئين، فإن أكثر من مليون لاجئ وطالب لجوء سوري وصلوا إلى أوروبا في السنوات العشر الماضية.
وفي إشارة إلى حرب لبنان، قال الدبلوماسي الأوروبي "لقد غير الوضع في الشرق الأوسط المناقشة تمامًا".
في المقابل، تتوق سوريا إلى استعادة العلاقات مع جيرانها ومع دول العالم الأخرى، وفي 2016، قال رئيسها بشار الأسد لمجموعة من الصحفيين الروس "نحن نشجع كل سوري على العودة إلى سوريا".
ومؤخرا، كانت سوريا تمول حملة يقودها مؤثرون من الغرب لتحسين صورة البلاد وتنشيط السياحة، التي كانت ميتة إلى حد كبير منذ عقد من الزمان.
«مقترح خفي»
مع ذلك، لم يحدد المسؤولون الأوروبيون كيف يمكن تطبيع العلاقات وقال مسؤول أوروبي "لا أحد يقول سنلتقط الهاتف لنتصل بالأسد.. لا أحد يجرؤ على إثارة هذا الأمر، لكنه اقتراح خفي من قبل البعض".
وفي يوليو/تموز الماضي، دعت 7 دول أوروبية هي (النمسا وإيطاليا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا واليونان وكرواتيا وقبرص) مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى مراجعة استراتيجية التكتل تجاه سوريا.
وقالت البلدان المعنية إن الهدف هو تحسين الوضع الإنساني في سوريا وأيضا إعادة المهاجرين.
وردا على ذلك، كتب بوريل في رسالة بتاريخ 28 أغسطس/آب الماضي، وحصلت عليها "بوليتيكو"، يقول إن "الطريقة التي تعمل بها الحكومة السورية منذ عقود معروفة وموثقة، بما في ذلك الدعم المباشر من روسيا وإيران".
وأضاف: "ومع ذلك، كان الاتحاد الأوروبي مستعدًا دائما لاستكشاف طرق لدعم الشعب السوري وتطلعاته المشروعة بشكل أفضل".
في المقابل، قالت كاثرين لوفكرافت وزيرة خارجية هولندا إن البلاد ليست مستعدة لدعم خطط استئناف المفاوضات مع سوريا لأنها تعتبرها دولة غير آمنة وفقًا للتقييم المحلي الهولندي.
لكن البعض داخل الاتحاد الأوروبي يصر على أن الوقت قد حان على الأقل لبدء مناقشة، حتى لو كان "من المبكر جدًا أن نقول ما إذا كان بإمكاننا النجاح في أي شيء" بحسب تعبير أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين.
وقال الوزير النمساوي للشؤون الأوروبية والدولية ألكسندر شالنبرغ، وأضاف "اقتراحنا هو تقييم منفتح لأين نقف، وإلى أين يجب أن نذهب، لأننا ببساطة لا نحقق النتائج التي نود تحقيقها، أوروبا استوعبت أكثر من 1.2 مليون مواطن سوري منذ 2011".
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز