صدام "الطاقة المتجددة".. خطوط "النووي" تقسم الاتحاد الأوروبي
ليلة طويلة تنتظر مفاوضو الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل للتوصل إلى اتفاق حول صفقة تتضمن أهدافا طموحة للطاقة المتجددة.
والأربعاء، يجتمع مفاوضون من دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي في بروكسل، للتوصل إلى اتفاق حول مدى سرعة توسيع مصادر الطاقة المتجددة خلال العقد الجاري.
وتوسيع مصادر الطاقة المتجددة هو الركيزة الأساسية لجهود التكتل الأوروبي لمكافحة تغير المناخ، إذ تهدف سياسة الطاقة المتجددة في الاتحاد إلى أن تستخدم كل دولة في الاتحاد الأوروبي كمية معينة من الوقود المتجدد، مثل الهيدروجين الأخضر، كمصدر للطاقة في الصناعة بحلول عام 2030.
- تقنيات الطاقة النظيفة.. الصين تسيطر على 65% من القدرة العالمية
- الطاقة النووية الروسية.. قصة "غامضة" وسط نيران عقوبات الغرب
لكن العقبة أمام إنتاج الهيدروجين الأخضر منخفض الكربون هي احتياجه إلى إنتاج الكهرباء أولا، وهنا نقطة الخلاف الأساسية بين المفاوضين المجتمعين في بروكسل.
نقطة الخلاف تدور حول مصادر الطاقة التي يجب السماح بها لإنتاج الكمية المطلوبة من الكهرباء الضرورية لإنتاج الهيدروجين، ولا تزال دول الاتحاد الأوروبي على خلاف حول الاعتراف بالهيدروجين المنتج من الطاقة النووية، كطاقة متجددة.
لذلك، يتوقع مسؤولو الاتحاد الأوروبي ليلة طويلة من المفاوضات، وفق تقارير صحفية، مع وجود شكوك في إمكانية التوصل لاتفاق من الأساس.
وينقسم الاتحاد الأوروبي إلى فريقين؛ إذ تقود فرنسا وثماني دول أخرى على الأقل، حملة من أجل "الهيدروجين منخفض الكربون" المصنوع باستخدام الطاقة النووية، لتحقيق أهداف التكتل الطاقة المتجددة.
وأيد موقف فرنسا، بلغاريا وكرواتيا وجمهورية التشيك والمجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في رسالة مشتركة للمفوضية في أوائل فبراير/شباط الماضي.
وتتحجج هذه الدول بأن الطاقة النووية لا تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. كما تتحجج أيضا بـ"السيادة الوطنية" لكل دولة في تشكيل مزيج الطاقة الخاص بها.
9 دول أخرى، تتصدرها ألمانيا والنمسا، لا توافق على طرح كتلة فرنسا، وتقول إن عملية تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي يجب أن تركز فقط على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، لدفع عملية توسيع مصادر الطاقة المتجددة وخفض ثاني أكسيد الكربون.
هذا الخلاف المحتدم جزء من خلاف أوسع في إطار مشروع قانون الطاقة المتجددة أيضا، إذ تختلف الدول الأوروبية حول إذا كان ينبغي لسياسات الاتحاد الأوروبي أن تشجع استخدام الطاقة النووية من خلال الإعانات والحوافز، أو تقييد الإعانات والحوافز على التقنيات الخضراء الأخرى مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
ووفق تقرير للنسخة الألمانية من موقع "يورو نيوز"، فإن معظم الهيدروجين المنتج في الاتحاد الأوروبي اليوم مشتق من الغاز الطبيعي وبالتالي فهو غير مناسب لدعم التحول الأخضر.
لهذا السبب، تحرص بروكسل على تشجيع استخدام الهيدروجين المتجدد، الذي يتم الحصول عليه عن طريق تقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام الكهرباء المنتجة من مصادر طاقة متجددة فقط.
وضمن المفاوضات حول القانون، يحاول المفاوضون الأوروبيون أيضا، الاتفاق على مجموعة من القواعد الأخرى لمساعدة أعضاء التكتل على الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
كما يحاول المفاوضون الاتفاق على أهداف ملزمة لمقدار الطاقة الإجمالية في الاتحاد الأوروبي التي يجب أن تأتي من مصادر متجددة بحلول عام 2030، إذ تتراوح الخيارات بين 40٪ و45٪.
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز