أوروبا تساوم الأسد وروسيا.. إعمار سوريا مقابل دور سياسي للمعارضة
مسودة بيان مشترك للاتحاد الأوروبي تكشف عزم الدول الأعضاء على المساومة بتمويل إعادة إعمار سوريا مقابل ضمان دور سياسي للمعارضة.
ذكرت مسودة بيان مشترك لزعماء دول الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد لن يسهم ماليا في إعادة بناء سوريا بعد الحرب إذا لم تترك موسكو ودمشق مكانا في المستقبل للمعارضة السورية.
وتقصف القوات السورية وحلفاؤها الروس والإيرانيون مقاتلي المعارضة ومنهم مقاتلون مدعومون من الغرب وتركيا في حلب أكبر معاقلهم الحضرية، وفر الآلاف من المدنيين، الثلاثاء، من المدينة، بينما باتت هزيمة المعارضة وشيكة.
وستكون سيطرة الحكومة السورية على كامل حلب أكبر انتصار لقواتها حتى الآن في الصراع المستعر منذ نحو 6 أعوام والذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص.
ولكن حتى في حال هزيمة المعارضة يقول الاتحاد الأوروبي إنه لا يمكن بقاء أي اتفاق للسلام في سوريا؛ إذ ستواجه دمشق سنوات من حرب العصابات وإن البلد قد يتداعى إذا لم يجر توزيع السلطة وإن لم تحصل المعارضة على دور.
وجاء في مسودة بيان أعدت لاجتماع زعماء الاتحاد المقرر يوم الخميس في بروكسل -واطلعت عليها رويترز- "سيقدم الاتحاد الأوروبي دعما لإعادة بناء سوريا بمجرد أن يحدث انتقال سياسي ثابت وموثوق به".
والاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمعونات في العالم، وقال كل من البنك الدولي والأمم المتحدة إن إعادة إعمار سوريا ستتكلف مليارات وهو مبلغ يتعذر على روسيا أن تتحمله بمفردها.
وقال دبلوماسي فرنسي كبير إنه "من غير الوارد تمويل سوريا وهي تحت سيطرة الأسد.. الاتحاد الأوروبي وفرنسا لن يدفعا من أجل الروس.. لن ندفع من أجل سلام كاذب.. هذه واحدة من أدواتنا القليلة للضغط على الروس".
وتقول مصادر إن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، تنقل منذ أسابيع هذه الرسالة إلى لاعبين إقليميين في الشرق الأوسط.
وألمح الاتحاد بالفعل إلى أنه سيضغط من أجل فرض المزيد من العقوبات على دمشق، لكنه غير مستعد لفرض أي منها على روسيا بسبب الحرب في سوريا.
وقال مسؤول بالاتحاد: "دأب الاتحاد الأوروبي على الاضطلاع بدور في إعادة البناء. لكن إذا أوجدوا هذا الوحش (بشار الأسد) هناك فلن ندفع من أجله. ستكون هذه مسؤوليتهم (الروس وحلفاءهم)".
aXA6IDMuMjMuOTIuNjQg جزيرة ام اند امز